الوجه الاوّل : الاستدلال بالسّنة المستكشفة من سيرة المتشرّعين من الصحابة (١) واصحاب الأئمة عليهمالسلام حيث كان عملهم على الاستناد الى ظواهر الادلة الشرعية في تعيين مفادها ، وقد تقدّم في الحلقة السابقة توضيح الطريق لاثبات هذه السيرة.
الوجه الثاني : الاستدلال بالسيرة العقلائية على العمل بظواهر الكلام ، وثبوت هذه السيرة عقلائيا مما لا شك فيه لانه محسوس بالوجدان ويعلم بعدم كونها سيرة حادثة بعد عصر المعصومين اذ لم يعهد لها بديل في مجتمع من المجتمعات ، ومع عدم الردع الكاشف عن التقرير والامضاء شرعا تكون هذه السيرة دليلا على حجية الظهور (*).
__________________
(١) اي صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(*) لا بأس هنا ببيان ما نراه صحيحا من السيرة العقلائية ، فهي تغاير سيرتي العرف والمتشرّعة ، أمّا مغايرتها لسيرة المتشرّعة فواضح وذلك لكون سيرة المتشرّعة ناشئة من افعال المعصومين عليهمالسلام واقوالهم ، وامّا سيرة العرف فهي السيرة التسامحية وقد تختلف من مكان الى آخر ومن زمان الى آخر ، فقد يكون يوجد سيرة عند العرف في مكان ما في زمان معيّن على الفحشاء مثلا كما في قوم لوط عليهالسلام ، وامّا سيرة العقلاء فهي الناشئة من الناس كمفكرين وذوي عقول ولذلك تراها سيرة علمية ناشئة من حيثيات كشف نوعية توجب العلم او الاطمئنان دائما لا غالبا ، ولذلك فهي لا تتغيّر ولا تتبدّل بحسب الامكنة او الازمنة ، بل ان المولى جلّ وعلا يكون رئيس العقلاء في هذه الامور ويحكم بها أيضا ، ولذلك فلا نتصوّر ان يحكم الشارع في ظرف من الظروف على خلاف ما اجمع عليه العقلاء ، وان امكن ذلك عقلا بان يقول الشارع المقدّس مثلا انا لا ارضى باتباع الاطمئنان وعليكم باتباع العلم الوجداني فقط ، ولكن اثباتا لا تصدر هكذا احكام منه تعالى كما هو مشاهد في الخارج لانها احكام ناشئة من طبيعة العقلاء كما عرفت ، و