__________________
سواء كان اجمالها بنحو التساوي بين معانيها في القوّة او كان بعض معانيها اقوى من البعض الآخر.
(واجابوا) عن هذا الاشكال بأجوبة :
منها : بانه ـ مع التسليم بشمول المتشابه للظاهر ـ يكون من باب التمسك بالظاهر للردع عن الاخذ بالظواهر!
ومنها : ان هذه الآية لا تدل على اكثر من النهى عن الاخذ بالمتشابهات لوحدها مع غضّ النظر عن المحكمات لغاية الفتنة وايقاع البلبلة في نفوس المسلمين وتحريف المعاني القرآنية عن المعاني الصحيحة.
ومنها : ان المراد بالمتشابه هو المتشابه مصداقا لا مفهوما ، فقول الباري جلّ وعلا (الرّحمن على العرش استوى) كلمة «العرش» معروفة مفهوما ، وكذا كلمة «استوى» ولكن تطبيق استواء الرحمن جلّ وعلا على العرش وما هو هذا العرش وكيفية تسبيح الكائنات حتى الجمادات والرعد وكيفية شهادة اعضائنا علينا يوم القيامة وكيفية اخذ الميثاق من بني آدم وكيفية تكليم الله تعالى لموسى و... فهي امور متشابهة مصداقا ، وقد قلنا «مصداقا لا مفهوما» لان كتاب الله جلّ وعلا (هدى لّلنّاس) (* ١) و (بيان لّلنّاس) (* ٢) فهو اذن (وكتب مّبين) (* ٢) لا غموض فيه مفهوما والّا لم يكن هدى للناس وبيانا لهم ولم يكن مبينا بل كان غامضا ، اذن هذه الآية الكريمة خارجة عن موضوع بحث الظهور من الاصل ، فتأمّل.
ومنها : ان الظهورات ليست معان متشابهة بل هي داخلة تحت المعاني المحكمة ولذلك ترى العقلاء ـ كما مرّ في بحث الدليل على حجية الظهور ـ يأخذون بالظواهر ولا يعتبرونها من المتشابهات سواء ذلك في القرآن الكريم
__________________
(* ١) البقرة ـ ١٨٥.
(* ٢) آل عمران ـ ١٣٨.
(* ٣) المائدة ـ ١٥.