المنقاد لها في اطار امتثال ذيها.
ثانيا : ان امتثال الوجوب الغيري لا يستتبع ثوابا بما هو امتثال له ، وذلك لانّ المكلف إن اتى بالمقدّمة بداعي امتثال الواجب النفسي كان عمله بداية في امتثال الوجوب النفسي ، ويستحقّ الثواب عندئذ من قبل هذا الوجوب (١) ، وإن اتى بالمقدّمة وهو منصرف عن امتثال الواجب
__________________
(١) حينما قال ان امتثال الوجوب الغيري لا يستتبع ثوابا بما هو امتثال للمقدّمة رأى ان هذا الكلام قد يخالف الوجدان فى بعض الحالات وذلك فيما لو فرض شخصان غني وفقير ذهبا الى الحج فالغني ذهب بالطائرة فوصل بسرعة وسهولة والفقير ذهب ماشيا فوصل بعد اشهر في ايام الحرّ منهكا أىّ انهاك ، فهل من العدل ان يغضّ النظر عن المقدمات فلا يستحق الثاني ثوابا زائدا عن ثواب الغني ويستوي في عدم الاستحقاق مع الغني؟!
ولعلّه لهذا السبب حاول التخلّص بقوله ان «المكلف ان اتى بالمقدّمة بداعي امتثال الواجب النفسي كان عمله بداية في امتثال الوجوب النفسي ويستحق الثواب عندئذ من قبل الوجوب النفسي». وبهذا الحل يفترق الشخصان المذكوران في الثواب المستحق*.
__________________
(*) مسألة استحقاق الثواب وعدمه على الواجبات مسألة كلامية لا اصولية ، ولكن رغم ذلك تعرّض لها سيدنا الشهيد (رحمهالله) لابراز خصائص الوجوبات الغيرية ، ونحن تبعا له نتعرّض لهذه المسألة فنقول : ان الواجبات المولوية هي كالديون في عهدة المكلفين ان ادّوها ادّوا ما عليهم وإلا استحقّوا العقاب ، وهذا امر واضح في ديننا ـ رغم محاولة البعض التشكيك بهذا الامر البديهي فلا يستحق المكلّف الثواب بلا فرق بين كون المقدّمات صعبة ـ كالسير مشيا الى الحج كما في الزمان السابق ـ او سهلة ـ كالسفر اليه بالطائرة ـ ، ولا سيّما ان كانت نيّة المسافر بالطائرة السفر الى الحجّ بايّ شكل امكن ، ونيّة المسافر مشيا ان