بالداخلية جزء الواجب [وشرطه] ، وبالخارجية ما يتوقف عليه الواجب من أشياء سوى اجزائه.
وقد وقع البحث بينهم في ان الوجوب الغيري هل يعم المقدّمات الداخلية او يختص بالمقدّمات الخارجية؟
فقد يقال بالتعميم ، لان ملاكه التوقف ، والواجب كما يتوقف على المقدمة الخارجية يتوقف ايضا على وجود جزئه ، إذ لا يوجد مركب الا اذا وجدت اجزاؤه.
ويقال في مقابل ذلك بالاختصاص ونفي الوجوب الغيري عن الجزء ، إمّا لعدم المقتضي له او لوجود المانع (١). وبيان عدم المقتضي ان يقال : ان التوقف والمقدمية يستبطن المغايرة بين المتوقف والمتوقّف عليه لاستحالة توقف الشيء على نفسه ، والجزء ليس مغايرا للمركب في الوجود الخارجي ، فلا معنى لاتصافه بالوجوب الغيري. وبيان المانع بعد افتراض المقتضي ان يقال ان الجزء متصف بالوجوب النفسي الضمني ،
__________________
(١) نذكّر بالفرق بين المقتضي والمانع ، فان وجود النار هو مقتض لاحراق الورقة ، واقتراب الورقة من النار مسافة معينة شرط في الاحتراق والمانع هو كوجود رطوبة على الورقة او حديدة مانعة بينها وبين النار. مثال آخر حينما يرد مثلا اكرم العلماء الا الفساق منهم ، فالعالمية مقتضية لوجوب الاكرام والفسق مانع عنه. مثال ثالث سفرك الى دولة اجنبية يتوقف على ارادتك الى السفر (وهو مقتض) وعلى جواز سفر واذن بالدخول (وهما الشرط) وعدم وجود مانع على الطريق كقطاع طرق مثلا ...