وقيل : إنّه تعريض بما كان من قتله القبطي (١).
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً). (١٣)
مبصرة من البصيرة.
(عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ). (١٦)
كان يفهمهم كما يتفاهم الطير بعضها عن بعض ، وأصوات الطير سمّي منطقا ، قال حميد بن ثور :
٨٥٤ ـ وما هاج هذا الشوق إلا حمامة |
|
دعت ساق حرّ ترحة فترنّما |
٨٥٥ ـ عجبت لها أنى يكون غناؤها |
|
فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما (٢) |
(فَهُمْ يُوزَعُونَ). (١٧)
يدفعون ويحبسون. قال :
٨٥٦ ـ لسان الفتى سبع عليه شذاته |
|
وإلا يزع عن غربه فهو قاتله |
٨٥٧ ـ وما الجهل إلا منطق متسرّع |
|
سواء عليه حقّ أمر وباطله (٣) |
__________________
(١) قال البقاعي : لما كان المرسلون معصومين عن صدور ظلم ، ولكنهم لعلو مقامهم وعظيم شأنهم يعدّ عليهم خلاف الأولى ، بل بعض المباحات المستوية ، بل أخص من ذلك ، كما قالوا : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، استدرك سبحانه من ذلك بأداة الاستثناء ما يرغب المرهبين من عواقب الظلم أخّر تلك في التوبة ، وينبّه موسى عليهالسلام على غفران وكزة القبطي له ، وأنه لا خوف عليه بسببه ، وإن كان قتله مباحا ؛ لكونه خطأ مع أنه كافر ، ولكن علو المقام يوجب التوقف عن الإقدام إلا بإذن خاص ، ولذلك سماه هو ظلما فقال : «ربّ إني ظلمت نفسي فاغفرلي» وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها. راجع نظم الدرر ١٤ / ١٣٥.
(٢) البيتان في الحيوان للجاحظ ٣ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ؛ والخالديان ص ٣٦١ ؛ والعقد الفريد ٣ / ١٨٤ ؛ وشرح مقامات الحريري ١ / ١٣. والأول في الحماسة البصرية ٢ / ١٥٠ ، وكلاهما في زهر الآداب ١ / ٢٦٩.
(٣) البيتان في تفسير الماوردي ٣ / ١٩١ من غير نسبة مع بعض التصحيف ، وهما في الموشّى [استدراك] أو الظرف والظرفاء ص ١٦. والأول في اللسان مادة : سبع ٨ / ١٤٧ ، وهما في غريب الحديث للخطابي ١ / ٨٩ ولم ينسبهما المحقق عبد الكريم العزباوي. ـ