وينبغي أن يعلم أنّ معرفة تلك النملة بسليمان ، وحديث هدهد لم يجر على الجنس (١) ، ولكن عليهما بعينهما ، فيكون اختصاصهما وحدهما في زمن نبيّ بما يكون في حدّ المعجزة له ، بمنزلة كلام الذئب وكلام الصبي في المهد.
وأمّا من كلّ نوع من الحيوان أو في كلّ زمان فالأفضل في معارف العجم من الحيوانات على خاص مصالحها.
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ). (٢٠)
هذا التفقّد منه أدب للملوك والأكابر في تفقّد جندهم ، واستشفاق أمرهم ، ومقابلة من أخذ منهم بشرطه من الإنكار بما يستحقه.
(لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ). (٢١)
«ليأتينّي» إن كانت ثقيلة ، مشاكلة لقوله : «لأعذبنّه» أو «لأذبحنّه» فإنه حذفت إحداهما استثقالا.
وإن كانت النون التوكيد الخفيفة فلا حذف ، ولكن أدغمت في نون الإضافة.
(وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ). (٢٢)
صرفه لأنّه في الأصل اسم رجل غلّب على اسم بلد.
(أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ). (٢٥)
أي : زيّن لهم الشيطان أعمالهم بأن لا يسجدوا.
أو : فصدّهم عن السبيل بأن لا يسجدوا.
__________________
ـ قال ثعلب : كان بكر بن عبد الله المزني يقلّ الكلام ، فقيل له في ذلك؟ فقال : لساني سبع ، وإن تركته أكلني ، وأنشد البيتين ... قوله : شذاته : حدّه ، والغرب : الحدّة والنشاط.
(١) ويعارض هذا قوله تعالى : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) فالألف واللام تدل على الجنس.