(وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ)(١). (١٢)
سالت له القطر وهو النحاس من عين فيما وراء أندلس بمسيرة أربعة أشهر ، فبنى منه قصرا وحصر فيها مردة الشيطان ، ولا باب لهذا القصر.
ذكر ذلك في حكاية طويلة من أخبار عبد الملك بن مروان ، وأنّ من جرّده لذلك تسوّرها من أصحابه عدد فاختطفوا فكرّ راجعا.
(وَجِفانٍ كَالْجَوابِ). (١٣)
كالحياض يجمع فيها الماء الكثير (٢). قال كثير :
٩٢٩ ـ أتيتك والعيون مقرّحات |
|
هوارب في جماجم كالجواب (٣) |
(وَقُدُورٍ راسِياتٍ).
لا تزول عن أماكنها ، كما قال بعض بني منقر :
٩٣٠ ـ يفرّج ما بين الأثافي ويذبل |
|
ومثل ذراها راسيات قدورها |
٩٣١ ـ فأضيافنا في المحل حول خبائنا |
|
وأعداؤنا من خوفنا ما نطورها (٤) |
(اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً).
أي : اعملوا لأجل شكر الله ، فيكون مفعولا له ، كقولك : جئتك حبّا.
__________________
(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ)؟ قال : أعطاه الله عينا من صفر تسيل كما يسيل الماء. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر :
فألقى في مراجل من حديد |
|
قدور القطر ليس من البرام |
(٢) عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : «وجفان كالجواب»؟ قال : كالحياض الواسعة تسع الجفنة الجزور. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت طرفة بن العبد وهو يقول :
كالجوابي لا هي مترعة |
|
لقرى الأصناف أو للمحتضر |
(٣) البيت ليس في ديوانه.
(٤) قوله : نطورها ، الطّورة فناء الدار ، وفلان لا يطورني ، أي : لا يقرب طواري.