مثل : أقذيت وقذّيت ، وأمرضت ومرّضت.
(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ). (٢٤)
معناه : إنا وأنتم لسنا على أمر واحد ، فلا محالة يكون أحدنا على هدى والآخر في ضلال ، فأضلّهم بأحسن تعريض ، كما يقول الصادق للكاذب : إذا أحدنا لكاذب.
وفي معناه :
٩٣٧ ـ بنو عمّ النبيّ وأقربوه |
|
أحبّ الناس كلّهم إليّا |
٩٣٨ ـ فإن يك محبّهم رشدا أصبه |
|
ولست بمخطىء إن كان غيّا (١) |
فخرج التقسيم على الإلزام لا على الشك من القائل. ومثله أو قريب منه :
٩٣٩ ـ زعم المنجّم والطبيب كلاهما |
|
لا تبعث الأموات قلت : إليكما |
٩٤٠ ـ إن صحّ قولكما فلست بخاسر |
|
أو صحّ قولي فالخسار عليكما (٢) |
ـ وذكر الفقيه نصير المرغيناني بأنّ من محاسن الكلام تجاهل العارف ، مثل قوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) وأنشد في نظائره قول المجنون :
٩٤١ ـ بالله يا ظبيات القاع قلن لنا : |
|
ليلاي منكنّ أو ليلى من البشر (٣) |
وقول دريد بن الصّمة :
٩٤٢ ـ تنادوا فقالوا : أردت الخيل فارسا |
|
فقلت : أعبد الله ذلكم الرّدي |
__________________
(١) البيتان لأبي الأسود الديلي ، وهما في ديوانه رقم ٦٠ ، ومجاز القرآن ٢ / ١٤٨ ؛ وسمط اللآلىء ، ص ٦٤٣ ؛ وروح المعاني ٢٢ / ١٤٠ ؛ والأضداد لابن الأنباري ص ٢٤٤.
(٢) البيتان في الغيث المسجم ١ / ٨٢ ، وهما لأبي العلاء المعري.
(٣) البيت في الصناعتين ص ٤٤٦ ؛ وتذكرة النحاة ص ٣١٨ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٩٨ ، وقيل : البيت للعرجي.