تكملة
وأما ما ذكره رشيد الدين الدهلوي عن السيد الشهيد القاضي نور الله التستري ـ طاب ثراه ـ ونسبه إليه ، فهو غريب جدا بل كذب ، يلوح ذلك لمن راجع كتاب ( احقاق الحق ) للقاضي المذكور ، بل بطلانه واضح من كلام الرشيد الدهلوي نفسه.
أما من ( احقاق الحق ) فان القاضي ـ رحمهالله ـ قال في الرد على كلام ابن روزبهان الذي تقدم نصه :
« قد علم عداوة الجاحظ من كلماته الأخر ، ومن بعض عقائده الدالّة على أن صدور تلك المدائح عنه من قبيل ما أشار اليه تعالى بقوله : ( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ). وبقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ).
وأقل ما صدر عن الجاحظ ممّا يدلّ على عداوته لأمير المؤمنين ومخالفته لإجماع المسلمين أنه أظهر في سنة عشر ومائتين من الهجرة القول بأن الامامة بالميراث ، وأن وارث النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ هو عمّه العباس دون علي ، وكان ذلك منه تقرّبا إلى الخليفة المأمون العباسي ، فباع دينه بدنياه ، نظير ذلك أن معاوية كان يصف عليا ـ عليهالسلام ـ عند خواص أصحابه ، ويحاربه ويأمر