وأمّا قصة الحديث الذي ذكره الذهبي ثم قال : « هذا باطل وإفك مبين » والذي كاد ابن أبي داود يقتل بسببه ، فإن المقصود من « فلان » فيه ، هو « أمير المؤمنين علي عليهالسلام »!! وقد شهد على تفوّه ابن أبي داود بهذا الإفك المبين والبهتان العظيم ثلاثة من كبار الحفاظ :
١ ـ محمد بن يحيى بن مندة.
٢ ـ محمد بن العباس أبو جعفر الأخرم.
٣ ـ أحمد بن علي بن الجارود.
ترجمة ابن مندة
وابن مندة ذكره الحافظ الذهبي في حوادث سنة ٣٠١ قائلا : « وفيها محمد ابن يحيى بن مندة الحافظ الإمام أبو عبد الله الاصفهاني جد الحافظ الكبير محمد ابن إسحاق بن مندة ، روى عن لوين وأبي كريب وخلق.
قال أبو الشيخ : كاد أستاذ شيوخنا وإمامهم. وقيل : إنه كان يجاري أحمد ابن الفرات الرازي وينازعه » (١).
وكذا قال اليافعي بترجمته من تاريخه (٢).
وقال الصلاح الصفدي : « محمد بن يحيى بن مندة ـ الحافظ المشهور أبو عبد الله صاحب تاريخ أصبهان ، كان أحد الحفاظ الثقات ، وهو من أهل بيت كبير خرج منهم جماعة من العلماء لم يكونوا عبديين ، وإنما أم الحافظ أبي عبد الله المذكور كانت من عبد ياليل ... » (٣)
__________________
(١) العبر ـ حوادث سنة ٣٠١.
(٢) مرآة الجنان : حوادث سنة ٣٠١.
(٣) الوافي بالوفيات ٥ / ١٨٩.