وجاء عن اُبي أنّه كان يقرأ : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ في قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ) ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ ) (١).
وعن عمرو ، وعبداللّه بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، أنهم قرأوا : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) ورهطك المُخْلَصين (٢).
وعن عبدالرحمن بن عوف ، قال : قال لي عمر : ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ ( وَجَاهِدُواْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله (٣).
قال ابن عطيّة الأندلسي ( ت ٥٤٦ ه ) في المحرر الوجيز : روي أنّ ابن مسعود كتب في مصحفه أشياء على جهة التفسير فظنّها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ، ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القران ؛ لأنّ المعنى جزء من الشريعة ، وإنّما تركت ألفاظ معانيها موجـودة في الذي أثبت ... (٤).
وقال ابن السرّاج القاضي القونوي الحنفي ( ت ٧٧٧ ه ) في شرح المعتمد : ومن أسباب اختلاف الفقهاء اختلافهم في الاحتجاج بالرواية الشاذة من القران الكريم ، فقد كان بعض الصحابة يكتب في مصحفه كلمات على سبيل التفسير والبيان ، فرواها الناس عنه على أنها قراءة ، مثال ذلك زيادة ابن مسعود كلمة « متتابعات » عقب قوله تعالى ( فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ) في سورة المائدة (٥).
وقال أبو حيّان الأندلسي ( ت ٧٤٥ ه ) في البحر المحيط عن الآية ( وَإِذِ
__________________
(١) المستدرك للحاكم ٢ : ٢٢٥ ، كنز العمال ٢ : ٥٦٨ و ٥٩٤ ، الدر المنثور ٦ : ٧٩ ، سير اعلام النبلاء ١ : ٣٩٧.
(٢) تفسير الطبري ١٩ : ١٢١ في قراءة عمرو ، عيون اخبار الرضا ٢ : ٢٠٩ في مصحف عبداللّه بن مسعود وقراءة أُبي بن كعب.
(٣) الدر المنثور ٤ : ٣٧١ و ٥ : ١٩٧ ، كنز العمال ٢ : ٤٨٠.
(٤) المحرر الوجيز ١ : ٤٨.
(٥) انظر شرح المعتمد ، لابن السراج القاضي / القول ١١٩ ، من اسباب اختلاف الفقهاء.