اعْتَزَلْتمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ فَأْووا إِلَى الكَهْفِ ... ) : وفي مصحف عبداللّه « وما يعبدون من دوننا » ... إنما أُريد به تفسير المعنى وأنّ هؤلاء الفتية اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون اللّه وليس ذلك قرآنا ... (١).
وفي المحرّر الوجيز : وفي مصحف عبداللّه « ملاقوها » مكان ( مُوَاقِعُوهَا ) الواردة في الآية ٥٤ من سورة الكهف (٢) ، فقال الاندلسي في تفسير البحر المحيط : الأَولى جعله تفسيرا لمخالفة سواد المصحف (٣).
وفي تفسير البحر المحيط أيضا عن الآية ٣٦ سورة يوسف : وفي مصحف عبداللّه : ( وَقَالَ الأَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي ) ثريدا ( تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ) ، وهو أيضا تفسير لا قراءة (٤).
وبناءً على هذه التَقْدُمَة يمكننا أن نقول : إنّ الشـهادة بالولاية جاءت في الأذان كناية وتفسيرا ، وذلك لنفس الظروف التي ساقت إلى عدم ذكر اسم الإمام عليّ في القرآن.
إنّها جملة « حي على خير العمل » التي تعني الولاية والإمامة ، كما في روايات أهل البيت.
ونحن قد أثبتنا في الباب الأوّل من هذه الدراسة (٥) وجود هذا الفصل في الأذان على عهد رسول اللّه ، وتأذين الصحابة وأهل البيت به ، ثمّ انفراد العامّة في العهود اللاحقة بدعوى النسخ فيه ، وذلك بعد إقرارهم بشرعيّته على عهد رسول اللّه ، وقد تحدّاهم السيّد المرتضى بأن يأتوه بالناسخ ولم يفعلوا!.
__________________
(١) البحر المحيط ٦ : ١٠٣.
(٢) المحرر الوجيز ٣ : ٥٢٤.
(٣) البحر المحيط ٦ : ١٣١.
(٤) البحر المحيط ٥ : ٣٠٨.
(٥) المطبوع تحت عنوان « حي على خير العمل الشرعية والشعارية ».