فقال عليهالسلام : يا معشر أهل العراق ، يا معشر أهل الكوفة ، أحبّونا حب الإسلام ولا ترفعونا فوق حقّنا (١).
وفي آخر عنه عليهالسلام : إنّ قوما من شيعتنا سيحبّونا حتّى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير ، وما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، فلا هم منّا ولا نحن منهم (٢).
وقد تحقّق بالفعل ما تنبّأ به الإمام ، ففشت ظاهرة الغلوّ والكذب على الأئمّة بعد واقعة كربلاء ، فعن الإمام الرضا أنّه قال : كان بيان بن سمعان يكذب على علي بن الحسين ، والمغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر [ الباقر ] ، ومحمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى ، وأبو الخطّاب يكذب على أبي عبداللّه [ الصادق ] ، فأذاقهم اللّه حرَّ الحديد ، والذي يكذبُ عَلَيّ محمَّدُ بن فرات (٣).
وروى الكشي بسنده عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن أنّ بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر ، فقال له : يا أبا محمد ما أشدَّكَ في الحديث وأكثر إنكارك لما يرو يه أصحابنا ، فما الّذي يحملك على ردِّ الأحاديث؟
فقال : حدّثني هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبداللّه عليهالسلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثا إلاّ ما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدِّمة ، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه اللّه دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي ، فاتّقوا اللّه ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّا إذا حدّثنا ، قلنا : قال اللّه عزّ وجلّ ، وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال يونس : وافيتُ العراقَ فوجدتُ بها قطعةً من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام ، ووجدتُ أصحابَ أبي عبداللّه متوافر ين ، فسمعت منهم وأخذت كتبهم ،
__________________
(١) حلية الاولياء ٣ : ١٣٧ ، عن خلف بن حوشب ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٩٦ / ح ٤٨٢٥ ، عن يحيى بن سعيد باختلاف يسير.
(٢) رجال الكشي ١ : ٣٣٦ / الرقم ١٩١.
(٣) رجال الكشي ٢ : ٥٩١ / الرقم ٥٤٤ ، مسند الإمام الرضا عليهالسلام ٢ : ٤٤٦ / ح ٤٢.