الإصرار من المؤذنين يوهم الجاهلين بأنّها جزء من الأذان ، فيجب تركه حتّى لا يقع الجاهل في مثل هكذا توهّم.
وقد أشار الوحيد البهبهاني إلى هذا الراي في شرح مفاتيحه (١) ، ورَدَّهُ.
لأن توهمُّ الجزئيّة لا يوجب الحرمة ، لأنَّ التوهمُّ إما أن يكون من قِبَلَ الجاهل أو من قبل العالم؟ وتصوّر وقوع التوهّم من قِبَلِ العالِم بعيد جدّا ، فطالما أكَّد العلماء في مؤلّفاتهم وصرّحوا بأقوالهم بأنَّ الشهادة الثالثة ليست جزءا مِنَ الأذان ودعموا أقوالهم بالأدلّة.
وأمّا توهّم الجاهل فقد جزم الوحيد البهبهاني بأ نّه ليس من وظيفة العلماء رفع هذا التوهّم عنهم (٢) ، لان الجهال قد فوّتوا كثيرا من الأُمور عليهم لجهلهم وقصور فهمهم ، وما على العالم إلاّ البلاغ وبيان الأمور ، وعلى المكلّف أن يسعى لتعلّم أحكام دينه ، وإلاَّ فسيكون مقصِّرا ، وبذلك يكون هو المدان أمام حكم اللّه لا العالم.
وأيُّ توهّم يمكن تصوّره مع وقوفنا على الصيغ المختلفة لهذه الشهادة : « أشهد أنَّ عليّا وليُّ اللّه » ، « أشهد أنَّ عليّا أمير المؤمنين وأولاده المعصومين حجج اللّه » ، ( أشهد أن عليا حجة اللّه ) ، و ( أشهد أن عليا أمير المؤمنين ولي اللّه ) عند الاصحاب.
كل هذه الصيغ تُظهر بأنّها ليست جزءا من الأذان ، وقد أشار الشيخ الصدوق رحمهالله إلى بعضها إذ قال : أنَّ البعض يقول : « أشهد أنَّ عليّا وليُّ اللّه » ، والبعض الآخر يقول : « أشهد أنّ محمّدا خير البريَّة » وثالث : « محمد وآل محمد خبر البرية مرتين ، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد ان محمدا رسول اللّه أشهد أن عليا ولي اللّه مرتين ، ومنهم من روى بدل ذلك : أشهد ان عليا أمير المؤمنين حقا مرتين » وحكى
__________________
(١) مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع ، للوحيد البهبهاني ٧ : ٣٣.
(٢) مصابيح الظلام ٧ : ٣٤.