شاذة في الأذان لا يعمل بها.
نعم ، إنّ تلك النصوص مذكورة في كتبنا وكتب الآخرين ، لكن لا يستدلّ بها الفقهاء على الشهادة الثالثة ، لكونها نصوصا غير صريحة ، بل مذكورة بصورة كنائية أو تفسيرية ، وذلك في مثل « حيّ على خير العمل » الدالة على الإمامة ، كما جاء في روايات أهل البيت ، والتي ذكرها الشيخ الصدوق رحمهالله في معاني الاخبار (١) والتوحيد (٢) وهذا ما نريد توضيحه في دراستنا هذه (٣).
كما أن هناك نصوصا صريحة في اقرار الإمام ، وأنّه عليهالسلام لا يترك الأمة سدى ، بل يقف أمام ما يزيده الناس أو ينقصونه ، قد يمكن التمسك به عند البعض كدليل لإثبات القول بجواز الشهادة الثالثة ، وهذا ما لم يوظف من قبل فقهاءنا في مبحث الشهادة الثالثة ، فقد جاء في العلل بسند صحيح عن أبي بصير عن أبي عبداللّه قال : إن اللّه لم يدع الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان في الأرض ، وإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم فقال : خذوه كاملاً ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين امورهم ، ولم يفرقوا بين الحق والباطل (٤).
وهناك طائفة ثالثة هي نصوص صر يحة ذكرت متنا دون إسناد ، كما هو المشاهد في كلام الشيخ الصدوق رحمهالله في «الفقيه» (٥) ، والسيّد المرتضى في «المسائل الميافارقيات» ، وابن البرّاج في « المهذَّب » ، والشيخ الطوسي في « النّهاية » و « المبسوط » ، وهي متون معتمدة ، لأنّ كتب القدماء ـ وحسب تعبير السيّد البروجردي رحمهالله وغيره ـ هي متونُ رواياتٍ وبمنزلة الأُصول المتلقّاة عن
__________________
(١) معاني الأخبار : ٤١ / باب معنى حروف الأذان والاقامة / ح ١ ، و ٤٢ / ح ٣.
(٢) التوحيد ، للصدوق : ٢٤١ / باب تفسير حروف الأذان والاقامة / ح ٢.
(٣) بحثنا ذلك في القسم الاول من الفصل الاول « الدليل الكنائي » : ١٥٧ من كتابنا هذا.
(٤) انظر بحار الأنوار ٢٣ : ٢٧ ، ٢١ ، ٣٩.
(٥) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٩٠ / ح ٨٩٧.