للصلاة حين يؤلف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه ، ثم خرج إليهم به في ازار يحمله وهم مجتمعون في المسجد ، فانكروا مصيره بعد انقطاع مع البته ، فقالوا : الأمر ما جاء به أبو الحسن ، فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال : ان رسول اللّه قال : اني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وهذا الكتاب وانا العترة.
فقام إليه الثاني فقال له : ان يكن عندك قرآن فعندنا مثله فلا حاجة لنا فيكما ، فحمل الكتاب وعاد بعد ان الزمهم الحجة (١).
وفي الاحتجاج : فلمّا فتحه أبو بكر خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه (٢).
وقيل : بأنّ الإمام عليّا أرسل مصحفه إلى عثمان لمّا أراد جمع القرآن فردّه (٣).
نعم ، إنّهم ردّوا مصحف علي ، وهو أعلم الناس بتنز يله وتأو يله ، وكذا تركوا مصحف ابن مسعود ذلك الغلام المُعَلّم (٤) حسب تعبير الرسول والذي أمر صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقراءة وفق مصحفه بقوله : ( اقرؤوا بقراءة ابن أُمّ عبد ) (٥) ، وأيضاً لم يأخذوا بقراءة عبداللّه بن عباس وهو حبر الأمة في كثير من الآيات ، بل لم يكتفوا بذلك حتى نسبوا إليه الإسرائيليات في التفسير ، ولم يكن ذلك إلاّ اتّباعا للسياسة المسنونة المشؤومة.
إنّها سياسة الحكّام وبني أميّة وقريش في ردّ ما هو مرتبط بأهل البيت وذو يهم ،
__________________
(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٣١٩.
(٢) الاحتجاج ١ : ٢٢٨ ، وعنه في بحار الأنوار ٨٩ : ٤٠ / ح ١ / باب ما جاء في كيفية جمع القرآن.
(٣) انظر الكافي ٢ : ٦٣٣ / ح ٢٣.
(٤) المعجم الكبير ٩ : ٧٩ / ح ٨٤٥٧ ، تاريخ دمشق ٣٣ : ٧٠ ، ٧٢ ، سير اعلام النبلاء ١ : ٤٦٥ ، النَّهاية في غريب الاثر ، للجزري ٣ : ٢٩٢ : غُليم معلَّم ، أي ملهم للصواب والخير.
(٥) سنن ابن ماجه ١ : ٤٩ / ح ١٣٨ ، مسند أحمد ١ : ٧ / ح ٣٥.