عليّا ، إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (١).
فتأمّل في جملة « دعوا عليّا ، دعوا عليّا ، دعوا عليّا » ، وهو معنى آخر لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما رواه مسلم في الصحيح : « أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أُذكركم اللّه في أهل بيتي ، أُذكركم اللّه في أهل بيتي » ، لأ نّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعلم بأنّ القوم يبغضون عليّا ويوشُونَ به في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم فكيف بعد مماته ، وان جملته : « إنّه منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي » تحمل معانيَ كثيرة وعالية.
وممّا يؤكّد تنصيص النبيّ على عليّ وأهل بيته ومحاولة بعض الصحابة بالنيل منه عليهالسلام هو ما جاء عن الإمام الكاظم من قوله : إنّ عمر لا يريد الحث على الولاية والدعوة إليها ، وقد اتّضح لك سابقا بأنّ جملة « حيّ على خير العمل » ليس لها ظهور في الإمامة والولاية إلاّ إذا فسرت بعبارات أخرى ، وقد كان هذا الأمر سيرة لبعض الصحابة والتابعين في عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم من بعده. وهو يوضح امكان الاتيان بالشهادة بالولاية لا على نحو الجزئية في الأذان ، وقد كان بعض خلص الصحابة يأتون بها على عهد عمر ثم من بعده إلى عصر الإمام الكاظم عليهالسلام ، وان كلام الإمام ينبىء عن وجود هذه السيرة عند المؤمنين من عهد عمر إلى عصره الشريف.
نعم لا يمكن البتّ تاريخيا في أنّ الصيغ ـ المحكية في مرسلة الفقيه وشواذ الأخبار عند الطوسي ـ كانت توتى بعد الحيعلة الثالثة أو بعد الشهادة بالنبوة؟
وكذا العبارات التي كان يأتي بها الشيعة في عصر الصحابة والتابعين ما هي؟
لا نعلمها بتفاصيلها ، بل الذي نعلمه ومن خلال كلام الإمام الكاظم هو أن الإمام كان لا يرتضي فعلة عمر ويراه مخالفا للشريعة وأن مثل الأذان عنده مثل منع عمر للمتعتين وغيرها من احداثاته ، وبذلك يكون مفهوم كلام الإمام هو
__________________
(١) مسند أحمد ٤ : ٤٣٧ / ح ١٩٩٤٢ ، فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ٢ : ٦٠٥ / ح ١٠٣٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ١٩٧ والمتن منه ، البداية والنّهاية ٧ : ٣٤٥.