( حيَّ على خير العمل ) وأنّه كان يأمر اصحابه إذا كانوا بالبادية أن يزيدوا في الأذان « حيَّ على خير العمل » (١).
ولمّا سئل أحمد بن عيسى عن التأذين بحيّ على خير العمل ، قال : نعم ، ولكن أخفيها (٢).
فلو كانت التقية تجري مع إظهار « حي على خير العمل » الحاملة لمعنى الولاية كناية ، فكيف باظهار الشهادة الثالثة علنا وجهارا؟!
بل كيف يعقل أن يأمر اللّه ورسوله بالشهادة الثالثة في الأذان ، وهما يعلمان بانقلاب الأ مّة بعد رسول اللّه؟!
إنّ الإمام عليّا وشيعته قد اضطهدوا في جميع العصور ، بدءا بغصب الخلافة بعد رسول اللّه ، ومرورا بسبّ الإمام علي من على المنابر في عهد معاو ية ، وسم الحسن ، وأن لا صلاة إلاّ بلعن أبي تراب (٣) ، وانتهاءً بلا نهائية الظلم والجور.
وقد أمر معاو ية بحرمان من عرف منه موالاة عليّ من العطاء وإسقاطه من الديوان والتنكيل به ، وهدم داره ، وأن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي الشهادة (٤) ، والإمامُ الحسين في رسالته إلى معاوية ذكّره ببعض تعليماته لزياد وأنّه أمره بتسميل العيون ، وقطع الأيدي والأرجل ، وتعليق الناس على النخيل ، وقتل من
__________________
(١) الأذان بحي على خير العمل للحافظ العلوي بتحقيق عزان : ١٤٧ / ح ١٨٦.
(٢) الأذان بحي على خير العمل بتحقيق عزان : ١٥٠ / ح ١٩٠ ، وأخرجه محمد بن منصور في الأمالي لابن عيسى ١ : ١٩٤ / رقم ٢٣٧.
(٣) شرح نهج البلاغة ٧ : ١٢٢ ، وانظر تاريخ دمشق ١١ : ٢٩١ ، وكتاب اخبار وحكايات للغساني : ٥٢ ، حيث ذكروا أن في عهد هشام بن عبدالملك كانت مجالس الذكر لبعض الشاميين تختم بلعن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، تقربا إلى اللّه!
(٤) انظر شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٤ ، والاحتجاج للطبرسي ٢ : ١٧ ، عن كتاب سليم بن قيس : ٣١٨.