كان على دين علي ... (١).
وقد خاطب السائب بن مالك الاشعري ـ من قادة جيش المختار ـ أهل الكوفة بقوله : ويحكم يا شيعة آل رسول اللّه ، إنّكم قد كنتم تُقْتَلُون قبل اليوم ، وتقطع أيديكم وأرجلكم من خلاف ، وتُسمل أعينكم ، وتصلبون أحياءً على جذوع النخل ، وأنتم إذ ذاك في منازلكم لا تقاتلون أحدا ، فما ظنّكم اليوم بهؤلاء القوم إن ظهروا عليكم (٢) ...
وأبشع من كلّ ذلك قتل الحسين ، وسبي النساء مع علي بن الحسين ، وقد وضّح الإمام الباقر بعض ما جرى على الشيعة في كلام له لبعض اصحابه ، حيث قال عليهالسلام : ما لقينا من ظلم قريش إيّانا وتظاهرهم علينا ، وما لقي شيعتنا ومحبّونا من الناس ، إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبض وقد أخبر أنّا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر من معدنه ... إلى أن قال : ثمّ لم نزل نُستَذَلُّ ونُستضامُ ونُقصى ونُمتهن ونُحرم ونُقتل ونخاف ، ولا نأمن على دمائنا ... الخ (٣).
قال دعبل الخزاعي :
إنّ اليهودَ بحبّها لنبيِّها |
|
أمنت بوائِقَ دهرها الخوَّانِ |
وكذا النصارى حُبَّهُم لنبيِّهم |
|
يمشونَ زهوا في قرى نجرانِ |
والمسلمونَ بِحُبِّ آلِ نبيِّهم |
|
يُرْمَونَ في الآفاق بالنيرانِ (٤) |
__________________
(١) انظر انساب الاشراف ٥ : ١٢٨ ، والإمامة والسياسة : ١٥٦.
(٢) الفتوح ٦ : ٢٣٧.
(٣) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٣ ـ ٤٤.
(٤) انظر ديوان دعبل الخزاعي : ١٧٣ ، وروضة الواعظين : ٢٥١.