وفي صبيحة تلك الليلة قبض رسول اللّه (١).
وفي تاريخ الطبري ، وتاريخ دمشق وغيرهما: فلمّا طلع الفجر نادوا بشعارهم الذي بينهم ثم بالأذان وقالوا فيه : « نشهد أنّ محمدا رسول اللّه وأنّ عبهلة كذاب » ، وشنّوها غارة ، وتراجع أصحاب رسول اللّه إلى أعمالهم ، وكتبوا إلى رسول اللّه بالخبر ، فسبق خبر السماء إليه ، فخرج قبل موته بيوم أو ليلة ، فأخبر الناس بذلك ، ثمّ ورد الكتاب ورسولُ اللّه قد مات (٢).
وفي فتوح البلدان احتز قيس بن هبيرة رأس الأسود المتنبئ ، ثم علا سور المدينة حين اصبح فقال : « اللّه اكبر! اللّه اكبر!. أشهد ان لا إله إلاّ اللّه ، وأشهد ان محمدا رسول اللّه ، وإن الاسود العنسي عدو اللّه » (٣).
وهذه النصوص التاريخية جوّزت الزيادة في الأذان في عهد الرسول وأوائل رحلته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بدعوى أنّها حالة نبعت من واقع المسلمين وإحساسهم بنشوة النصر على الكافرين ، وأنّ الأذان عندهم هو الإعلام ، فيمكن الإعلام عن عودة المُلك إلى المسلمين ودحر الكافرين والمتنبئين.
وبعد زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رووا بأنّ التثو يب الثاني ـ أي قول المؤذن بعد الانتهاء من الأذان : « السلام عليك يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة يرحمك اللّه » ـ قد شرّع على عهد أبي بكر (٤) ، وفي آخر : في عهد عمر بن الخطاب (٥) ، وقال ثالث : في عهد
__________________
(١) غرر الخصائص الواضحة : الفصل الثالث من الباب السابع ، فيمن ارتقى بادعائه النبوة مرتقى صعبا ، معارج القبول ٣ : ١٤٦ ، المنتظم ٤ : ٢٠ ، احداث سنة إحدى عشر للهجرة.
(٢) تاريخ الطبري ٢ : ٢٥٠ ، البداية والنِّهاية ٦ : ٣١٠ ، تاريخ دمشق ٤٩ : ٤٨٨ ، تاريخ الإسلام ٣ : ١٩.
(٣) فتوح البلدان ١ : ١١٤.
(٤) انظر تنوير الحوالك ١ : ٧١ ، وفيه : كان المؤذن يقف على بابه فيقول : السلام عليك يا خليفة رسول اللّه ، الصلاة يا خليفة رسول اللّه.
(٥) انظر شرح الزرقاني ١ : ٢١٦ ، وفيه : كان المؤذن يقف على بابه ويقول : السلام عليك يا