يكون الأذان في ذلك الزمان مصرّحا بذكر علي عليهالسلام بغضّ النظر عن جزئيته أو مجرّد ذكره للتبرك.
فلو صحّ هذا ، يمكن تاكيد دعوى احتمال كون الشهادة بالولاية موجودة في القرار الإلهي من بدء الخلقة إلى آخرها في أرضها وسمائها ، وجائز الإتيان بها مع الأذان إن سنحت الظروف. اقول بهذه النقطة على نحو الفرض والاحتمال لا القطع واليقين.
التاسعة عشر : إنّ الشيخ الصدوق قد عاصر تأسيس بعض الدول الشـيعية ، كالدولة العبيدية = الفاطمية في مصر ، وآل بويه في العراق ، والحمدانية في الشام ، وقبلها الديالمة في إيران ، وإنّه قد وقف على أعمال هذه الدول ، وسعيهم لتحكيم منهج الإمام عليّ في الأحكام وإعادة الـدين إلى مجراه الصحيح ، وقد مرّ عليك ما عمله الداعي الكبير لمّا استقر في آمل سنة ٢٥٠ ه من الجهر بالبسملة في الصلاة ، وجعل التكبير على الميت خمسا ، مع إعادة حيّ على خير العمل إلى الأذان الصحيح ، وموضوع الشهادة بالولاية جاء في سياق عملهم الاصلاحي لتطبيق الشريعة ، وإليك هذا النص وما بعده عن العبيديين والحمدانيين.
نصان تاريخيان
قال محمد بن علي بن حماد ( ت ٦٢٨ ه ) في كتابه أخبار بني عبيد = أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم : ... وكان مما أحدث عبيداللّه [ مؤسس الدوله العبيدية المتوفىّ ٣٢٢ هـ (١) ] أن قطع صلاة التراويح في شهر رمضان ، وأمر بصيام يومين قبله [ للاختلاف الموجود بين النهجين في ثبوت الهلال ] ، وقنت في صلاة
__________________
(١) انظر إلى سنة وفاته فانه توفي وشيخنا الصدوق في اوائل شبابه ، لأ نّه رحمهالله ولد في سنة ٣٠٦ ه وتوفي ٣٨١ ه على الارجح.