|
وقال في النّهاية قريبا من ذلك. وعلى هذا فلا بُعْد في القول باستحبابها فيه ؛ للتسامح في أدلّته. وشذوذ أخبارها لا يمنع عن إثبات السنن بها ، كيف؟! وتراهم كثيرا يجيبون عن الأخبار بالشذوذ ، فيحملونها على الاستحباب (١). |
فالشيخ النراقي وبعد عرضه لأهمّ الأقوال في المسألة فَنّدَ جميع الأقوال المطروحة التي لا تتّفق مع رأيه ، سواء القائلة بالحرمة ، لتوهّم الجاهلين الجزئية ، أو لفوت الموالاة ، أو لكونها لم ترد في الأذان البياني المنقول عن الأئمّة ، وهكذا الحال بالنسبة إلى القائلين بالكراهة ، فإنه رحمهالله قرّر كلامهم وردّه في سطر واحد ، ثم ختم كلامه بإعطاء وجهة نظره ، فقال : « وعلى هذا فلا بعد في القول باستحبابها فيه ، للتسامح في أدلّته ، وشذوذُ أخبارها لا يمنع عن إثبات السنن بها ، كيف؟! وتراهم كثيرا يجيبون عن الأخبار بالشذوذ ، فيحملونها على الاستحباب ».
ثم جاء رحمهالله في كتابه ( رسائل ومسائل ) يستنصر لقول شيخه كاشف الغطاء القائل بعدم جزئية الشهادة الثالثة في الأذان ، مؤ يِّدا ما اقترحه في استبدال جملة « أشهد أنّ عليّا ولي اللّه » بـ « أشهد أنّ عليّا أمير المؤمنين وخليفته بلا فصل وانه افضل الناس بعد رسول اللّه » ، مستشكلاً على كلام المجلسي الثاني في « بحار الانوار » الذي لم يستبعد أنّها من الأجزاء المستحبة في الأذان ، فقال :
|
وتحقيق ما أفاده شيخنا الاعظم ومخدومنا الأفهم أدام اللّه أيّام إفاداته ، ومتّع أهل الإسلام بطول حياته : من أنّه ليس من الأذان قول « أشهد أنّ عليّا وليّ اللّه » وأمثاله ، فهو كذلك ، والأحاديث الواردة في بيان الأذان وتعداد فصوله عن أئمّتنا الطاهرين يرشد |
__________________
(١) مستند الشيعة ٤ : ٤٨٦ ـ ٤٨٧.