عند استعمالنا لها إلاّ ذلك ، ولو أردنا استعمالها في غير ذلك لزم علينا نصب قرينة مقالية أو حالية ، وكذلك بالضبط لفظ المولى والوليّ.
ومن الطريف أن أنقل هنا قصّة حدثت لأحد أعلامنا في القرن الأخير وهو السيّد الكلبايكاني رحمهالله ، حيث إنّ الاشتراك اللفظي في كلمة « الولي » قد أنقذه من الفتك به في بلد اللّه الحرام ؛ إِذ شرح هو قصته في كتابه ( نتائج الأفكار في نجاسة الكّفار ) فقال : وقد وقعت ـ في المرّة الأولى من تشرّفي لحجّ بيت اللّه الحرام ـ قضية لطيفة يناسب ذكرها في المقام ، وهي : إنّه عندما تشرّفنا بالمدينة الطيّبة لزيارة قبر النبيّ الأقدس وقبور الأئمة عليهمالسلام ، فقد سمحت لنا الظروف وساعدنا الأمر فكنّا نصلّي بالناس جماعة في مسـجد النـبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأذّن مـؤذّننا وأجهـر بشـهادة الولايـة ، فأفضى المخبِر الدوليّ هذه القضية إلى قاضي القضاة وأخبره أنّ مؤذّن جماعة الشيعة قال في أذانه : « أشهد أنّ عليّا ولي اللّه » ، ولكنّ القاضي أجابه : وأنا أيضا أقول : « أشهد أنّ عليّا وليّ اللّه »! فهل أنت تقول : « أشهد أنّ عليّا عدو اللّه »؟! فأجابه بقوله : لا واللّه وأنا أيضا أقول أنّه ولي اللّه ، وعلى الجملة فقاضيهم أيضا قد صَرَّح بأن نقول أنّه وليّ اللّه ، غاية الأمر أنّا لا نقول به في الأذان ، وبذلك فقد قضى على الأمر وأُطفِئت نار الفتنة (١).
قال السيّد محمد باقر الشفتي المشهور بـ « حجّة الإسلام الشفتي » في كتابه « مطالع الأنوار في شرح شرائع الإسلام ».
|
فعلى هذا ظهر لك أنّ الشهادة بثبوت الولاية لمولانا الأمير عليهالسلام ليس من جزء الأذان ، نعم هو من أعظم الإيمان ، قال في « الفقيه » |
__________________
(١) نتائج الأفكار في نجاسة الكفّار : ٢٤٣ بقلم علي الكريمي الجهرمي.