لِلْمُشْرِكينَ ) (١) ، وقوله تعالى : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبِ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِن أَتَّبِعُ إلاّ ما يُوحَى إليَّ ) (٢).
والإمامُ عليُّ أوضح حال المجتمع الإسـلامي في عهده ثمّ من بعده ، وأنّه لا يخرج عن هذه الاتّجاهات الثلاثة :
١ ـ من يقصّر في دين اللّه.
٢ ـ من يغالي في دين اللّه.
٣ ـ من ينتهج المنهج الصحيح ويتّخذ الطريقة الوسطى.
فقال عليهالسلام : دين اللّه بين المقصّر ، والغالي ، فعليكم بالنمرقة الوسطى ، فبها يلحق المقصّر ، ويرجع إليها الغالي (٣).
وفي نص آخر عنه عليهالسلام : عليكم بالنمرقة الوسطى ، فإليها يرجع الغالي ، وبها يلحق التالي (٤).
وأَوْف ولا تَسْتَوفِ حَقَّكَ كُلَّهُ |
|
وصافِحْ فَلَم يَسْتَوفِ قَطُّ
كَرِيمُ |
ولا تَغْلُ في شيءٍ من الأَمرِ وآقْتَصِدْ |
|
كِلا طَرَفي قَصْدِ الأُمُورِ ذَمِيمُ
(٥) |
وعن الإمام السجاد عليهالسلام : وذهب آخرون إلى التّقصير في أمرنا واحتجّوا بمتشابه القرآن ، فتأوّلوه بآرائهم واتّهموا مأثور الخبر ممّا استحسنوا (٦).
ومما لا شكّ فيه هو أنّ التقصير كان عنوانا للعامّة في الأعمّ الأغلب ، ثم أُطلِقَ
__________________
(١) الكهف : ١١٠.
(٢) الانعام : ٥٠.
(٣) انظر الغدير ٧ : ٧٠ عن ربيع الأبرار للزمخشري باب الدين وما يتعلق به من ذكر الصلاة والصوم والحج ...
(٤) جمهرة الامثال للعسكري ١ : ٢٠ والصفحة ٤١٩ ، المثل / رقم ٧٠٠ ، دار الفكر ط ٢.
(٥) عن تفسير القرطبي ٦ : ٢١ ، والشعر للخطابي ذكره في كتابه العزلة : ٩٩. باختلاف إذ قال :
تسامح ولا تستوف حقك كُلَّهُ |
|
وأبق فلم يستوف قط كريم |
(٦) كشف الغمة ٢ : ٣١١. وعنه في بحار الأنوار ٢٧ : ١٩٣ / ح ٥٢.