ويؤيد ذلك ما أخرجه الكليني بسنده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفا ) ، قال : هي الولاية (١).
إذ لا معنى لأن يفسّر إقامة الوجه للدين الحنيف بالولاية ؛ إذ القيام قيامٌ للّه ، والولاية ولاية وإقرار لولي اللّه ، ولا يصلح أحدهما أن يحلّ محل الاخر ، إلاّ بأن يقال : بأنّ الولاية امتداد للتوحيد والنبوّة ، وهو معنى آخر لحديث الثقلين ، وحبل اللّه الذي أمرنا بالاعتصام به ، وهو الذي جاء عن المعصوم في تفسير قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ ) : التوحيد والولاية (٢).
وفي تفسير العياشي عن الباقر عليهالسلام : آل محمد حبل اللّه المتين (٣).
وعن الصادق عليهالسلام : نحن الحبل (٤) ، وفي رواية أخرى في الكافي عنه عليهالسلام : أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، ولا تصحّ واحدة منهنّ إلاّ بصاحبتيها (٥).
وعن الكاظم عليهالسلام : علي بن أبي طالب حبل اللّه المتين (٦).
نعم ، إنّ انحصار السبيلية في الولاية لعلي وأهل بيته ، يعني كونها شعارا راجحا تعاطيه في كلّ مفردات الشريعة ، وهو الملاحظ في الاشهادات الثلاث في كتب الادعية وأنّ الأئمّة قد أكدوا عليها ، وأنّ ذكر الشهادة الثالثة في الأذان من باب الشعارية لا يستلزم تشريعها فيه وكونها جزء داخل في ماهيته كما نبّهنا عليه كثيرا.
كما ننبّه على أنّ الاستدلال بالشعارية لا يقتصر على الشهادة الثالثة في الأذان ، فقد استفاد منها الفقهاء لبيان أحكام أُخرى تتوقّف عليها العقيدة واصل الدين ،
__________________
(١) الكافي ١ : ٤١٩ / باب فيه نكت ونتف ... / ح ٣٥ ، وفي هذا المعنى أخرج الكليني وغيره روايات جمّة بطرق كثيرة كلها معتبرة ، وقد اغنانا هذا عن البحث في السند.
(٢) تفسير القمي ١ : ١٠٨.
(٣) تفسير العياشي ١ : ١٩٤ / ح ١٢٣.
(٤) الامالي للشيخ : ٢٧٢ / المجلس ١٠ / ح ٥١٠.
(٥) الكافي ٢ : ١٨ / باب دعائم الإسلام / ح ٤.
(٦) تفسير العياشي ١ : ١٩٤ / ح ١٢٢.