فلو كان مصداق الكلم الطيب هو كلمة التوحيد ، والإيمان بما جاء به رسوله ، ومنها لزوم الولاية لعلي عليهالسلام ، ألا يحق أن تصعد هذه الولاية إلى السماء كما نزلت إلينا عن طريق الروايات الكثيرة المتواترة؟
روى الحاكم النيسابوري والسيوطي عن ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة ، قالا : قرأ رسول اللّه هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ) ، فقام إليه رجل فقال : يا رسول اللّه أي بيوت هذه؟ فقال بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه هذا البيت منها ـ لبيت علي وفاطمة ـ قال : نعم من أفاضلها (١).
وعن أبي جعفر الباقر أنّه قال : هي بيوت الانبياء ، وبيت علي منها (٢).
وذكر ابن البطريق في « خصائص الوحي المبين » ما جرى بين قتادة والإمام الباقر عليهالسلام ، وفيه : فقال قتادة لمّا جلس بين يدي الإمام الباقر : لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّامَ ابن عباس فما اضطرب قلبي قُدّامَ واحد منهم ما اضطرب قُدَّامَكَ.
قال له أبو جعفر الباقر عليهالسلام : ويحك أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي ( بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا أسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِآ لْغُدُوِّ وَالاْءَ صَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ ) فأنتَ ثَمَّ ، ونحن أُولئك (٣).
وهذه الأحاديث تؤكّد بوضوح على أن بيت علي وفاطمة هو من بيوت الأنبياء ، إذ لا معنى لأن يسال أبو بكر عن موقع بيت علي وفاطمة بين تلك البيوت إلاّ أن يكون ذلك معلوما عنده أو مشكوكا ، لأنّ سؤاله يدعونا للقول بهذا ، وعليه
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ٣٣ ـ ٥٣٥ / ح ٥٦٦ ، ٥٦٧ ، ٥٦٨ ، الدر المنثور ٦ : ٢٠٣ ، تفسير الثعلبي ٧ : ١٠٧. وانظر تفسير فرات الكوفي ٢٨٦ / ح ٣٨٦ ، وبحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٥ ـ ٣٢٨ ، وشرح إحقاق الحق ٣ : ٥٥٨ ، ٩ : ١٣٧ ، ١٤ : ٤٢٢ ، ١٨ : ٥١٥ ، ٢٠ : ٧٣ والعمدة لابن البطريق : ٢٩١. والحديث في الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل : ٤٢ عن ابن عباس.
(٢) تفسير القمي ٢:١٠٤ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٧ / باب رفعة بيوتهم المقدسة ... / ح ٦.
(٣) خصائص الوحي المبين: ١٨ ـ ١٩.