فكلامه ليؤكّد بأنّ بيتهما هو امتداد لبيوت اللّه وبيوت الأنبياء ، وأنّ الشهادة بالولاية لعلي هي امتداد لطاعة اللّه ، لأنّ المؤذّن بشهادته في الأذان يبيّن الصلة بين علي وبين اللّه ورسوله ، وأنّ الإمام عليّا ما هو إلاّ وليٌّ للّه تعالى ، لا أنّه يريد أن يقول أنّ عليا هو الخالق والرازق والمحيي والمييت. حتّى يقال أنّه من الشرك والتفو يض وأمثال ذلك ، وقد قلنا مرارا بأن ما تشهد به الشيعة في الأذان ليس أجنبيّا عن الأخبار والآيات.
ونحن لو جمعنا بين الآيتين القرآنيتين ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) مع ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ) ، لعرفنا الترابط الملحوظ بين التوحيد والنبوة والإمامة ، ولأجل هذا جُعل ذكرهم من ذكر اللّه وأنّهم السبيل إليه ، وأنّ فطرة اللّه مبتنية عليه ، وبذلك يتّضح تماما معنى كلام الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام في معنى ( حي على خير العمل ) : « أنّه برّ فاطمة وولدها » (١).
لأنّ القوم كانوا يفترون على اللّه الكذب ويريدون طمس ذكرهم ؛ قال تعالى : ( وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنِ أفْتَرَى عَلَى اللَّهِ ألْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى ألاْءِسْلاَمِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي ألْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهُ بِأَ فْوَاهِهِمْ وَاللَّهِ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (٢).
روى الكليني بسنده عن محمد بن الفضيل ـ عن أبي الحسن عليهالسلام ـ قال : سألته عن قول اللّه تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَ فْوَاهِهِمْ ) قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم قلت : « واللّه متم نوره » ، قال : يقول : واللّه متم الإمامة ، والإمامة هي النور ، وذلك قوله عزّ وجلّ ( فَأَمِنُواْ بِآللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ ألَّذِيآ أَنزَلْنَا ) ، قال : النور هو الإمام (٣).
__________________
(١) انظر علل الشرائع ٢ : ٣٦٨ / باب ٨٩ / ح ٥ ، معاني الاخبار : ٤٢ / ح ٣ ، فلاح السائل : ١٤٨ ، التوحيد ٢٤١ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٢٦ وكلام المجلسي في روضة المتقين ٢ : ٢٣٧.
(٢) الصف : ٧ ، ٨.
(٣) الكافي ١ : ١٩٥ ، ٤٣٢ ، شرح اصول الكافي للمازندراني ٥ : ١٨٢ و ٧ : ١١٩ و ١٠ : ٨٧ ، الغيبه للنعماني : ٨٥ ـ ٨٦ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٢٧٨ ، و ٢ : ٢٧٠.