السماوات ، وأخذ الميثاق عليها.
وقد تقدم ما رواه فرات الكوفي بسنده عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام أنّها قالت : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا عرج بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى ... ، فسمعت مناديا ينادي : يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي ، اشهدو أني لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي ، قالوا : شهدنا وأقررنا.
قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ محمدا عبدي ورسولي ، قالوا : شهدنا وأقررنا.
قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ عليّا وليّي ووليّ رسولي ، وولي المؤمنين بعد رسولي ، قالوا : شهدنا وأقررنا (١).
فلو تأملنا قليلاً في هذا النص فإننا بين خيارين ؛ فإمّا أن نطرحه جانبا ونقول أنّه مجرد ذكر فضيلة لأمير المؤمنين علي ، وإما أن نقول بأ نّه لا يقتصر على بيان الفضيلة فحسب ، بل يعني الولاية للأئمة على الأموال والأنفس ولزوم اتباع أقوالهم فقها واعتقادا لمجيء كلمة « وليّي وولي رسوليّ وولي المؤمنين بعد رسولي ».
وعلى الأول تأتي إشكالية اللَّغوية ؛ إذ ما معنى أن ينادي اللّه ـ عزت أسماؤه ـ بنفسه ويقول : اشهدوا يا ملائكتي وسكّان سماواتي وأرضي وحملة عرشي أنّ عليا وليي ... ، ثم إجابة الملائكة : شهدنا وأقررنا؟ فلو كان الأمر مجرّد ذكر فضيلة لاكتفى اللّه سبحانه بالقول : بأنّ عليا وليي فقط ، لكنّ نداء اللّه وإشهاد الملائكة بأنّ عليا وليه وولي رسوله وولي المؤمنين بعد رسوله يعني شيئا آخر غير بيان الفضيلة ، وهو أنّ لعلي دورا في التشريع لاحقا ، وأنّه امتداد لتوحيد اللّه وسنة نبيّه ، كما هو الاخر يعني أن الشعارية لعلي محبوبة عند اللّه وإلاّ لما امر لأمره بالاشهاد
__________________
(١) تفسير فرات : ٣٤٣ ، ٤٥٢.