في رزية يوم الخميس ؛ إذ الأصل ليس هذا بعد الجزم بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بلّغ بولاية علي وأشهد الناس عليها يوم غدير خم ؛ فالمعيار هو أصل التبليغ والإعلان والإشهاد ؛ وهذا قد حصل قطعا وجزما ، والقطع بوجود الملاك والمصلحة بذلك التبليغ والإشهاد حاصل لكل المسلمين بلا شبهة ولا كلام وإلاّ استلزم لغويّة ما فعله النبيّ ولا يقول به مسلمٌ.
والحاصل : فنحن نتأسى بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في أصل التبليغ والإشهاد والإعلان مما هو معلوم بالضرورة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونشهد بالولاية لعلي مع الأذان لا على أنّها جزء بل لأ نّها محبوبة عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وخصوصا مع عدم ورود نهي خاص فيها عن المعصومين للقول بها في الأذان.
رابعا : يمكن القول بأنّ النبيّ خارج عن دائرة الإشهاد بها في الأذان تخصّصا لأ نّه صلىاللهعليهوآلهوسلم اكد بأن الولاية لعلي تكون من بعده ، ومعناه لا ولاية لعلي في عهده ، لأنه النبي والإمام ، وخصوصا مع علمنا بأن الشهادة الثالثة ليسـت جزءا من الأذان فلا ضرورة لذكرها والاجهار بها في عهد رسول اللّه.
نعم هو صلىاللهعليهوآلهوسلم أوضح لنا بأنّ الشهادة بالولاية في الأذان وغيره شعار يجب التمسك به والحفاظ عليه ؛ فقوله الشريف : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » يشير إلى أنّ الخطّ المحمديّ الأصيل سيستمر بعليّ عقيدة وشعارا ، بشهادة ما جاء في مصحف ابن مسعود « ورفعنا لك ذكرك » بعلي ابن أبي طالب صهرك (١).
ولا يخفى أنّ أبرز مصاديق رفع الذكر في العبادات الإسلامية ، خطبة الجمعة ، والتشهد ، والأذان ، كما أثر عن ابن عباس وغيره ، وعلى هذا الأساس لا يستبعد أن تكون الشهادة بالولاية لعليّ في الأذان ـ من باب الشعارية ـ لها مصلحة قطعية ، وخصوصا بعد أن وقفنا على أنّ ربَّ العالمين أشهد الملائكة على هذه الشهادة ،
__________________
(١) الروضة في الفضائل : ١٦٨ ، فضائل لابن شاذان : ١٥١.