مجهولا فقال (١) بعد ذلك فأنزل (٢) الله تعالى ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) (٣) ثم حكى عن المفسرين بعد ذلك أنها نزلت في أبي بكر (٤) ولا أعرف في رجال الحديثين اللذين رويناهما مقولا فيه متهما في الافتراء.
إذا عرفت هذا ظهر لك أن أبا عثمان رجل رديء جدا أو جاهل جدا وكيف تقلبت الحال فهو غير صالح للقاء الخصوم ومبارزة فرسان المباحث ومتى فتح باب الجهل والعناد فتح على أبي عثمان من ذلك ما لا طاقة له به وهو يأباه.
قال وأما قوله تعالى ( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) إلى قوله تعالى ( أَلِيماً ) (٥) فزعم ابن عباس أن القوم بنو حنيفة وأن أبا بكر تولى حربهم وزعم غيره أنهم فارس والروم فإن المستثير إلى
__________________
رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : يا رسول الله اتعطيني ما اعطيت الرجل نخلة في الجنة ان انا اخذتها؟ قال : نعم ، فذهب الرجل فلقى صاحب النخلة فساومها منه فقال له : اشعرت ان محمدا اعطاني بها نخلة في الجنة؟ فقلت : يعجبني ثمرها ، فقال له الاخر : اتريد بيعها؟ قال : لا الا ان اعطي بها مالا اظنه اعطى ، قال : فما مناك؟ قال : اربعون نخلة قال له الرجل : لقد جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة اربعين نخلة ثم سكت عنه ، فقال له : انا اعطيك اربعين نخلة ، فقال له : اشهد لي ان كنت صادقا فمر ناس فدعاهم فاشهد له باربعين نخلة ، ثم ذهب الى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : يا رسول الله ان النخلة قد صارت في ملكي فهي لك ، فذهب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الى صاحب الدار فقال : ان النخلة لك ولعيالك ، فانزل الله تبارك وتعالى ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى. وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ).
(١) ق : وبعد ذلك.
(٢) ق : انزل.
(٣) الليل : ١ ـ ٤.
(٤) انظر اسباب النزول : ٢٥٤ و ٢٥٥.
(٥) الفتح : ١٦ والآية كاملة هي ( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً ).