دعنا وآل مروان ، فوالله ما هم عندنا كأكلة رأسٍ ، فقال : إنّ أخي أوصاني أن لا أريق فيه محجمة دم ، فدفن عليهالسلام في البقيع (١). وكان عدد المشيعين كبيراً جداً ، فقد روي عن ثعلبة بن مالك أنّه قال : « شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع ، فرأيت البقيع ولو طرحت فيه ابرة ما وقعت إلاّ على رأس انسان » (٢). واختلف في سنة شهادته ، فقيل سنة ٤٩ ه ، وقيل سنة ٥٠ ه (٣). وحينما وصل الخبر إلى معاوية كبّر في جمع من أهل الشام ، وقال : « والله ما كبّرت شماتة ، ولكن استراح قلبي وصفت لي الخلافة » (٤). وبعد شهادته نقض معاوية بقية العهود والمواثيق ، وازداد البلاء فلم يبقَ أحد من اتباعه إلاّ وهو خائف على دمه ، أو طريد في الأرض (٥).
وسلام على السبط الحسن الزكي المُمتحَن
يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث مع الشهداء حيّاً
وسيعلم الذين ظلموا آل محمد صلىاللهعليهوآله حقهم أيَّ منقلبٍ ينقلبون
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٢٥.
(٢) الاصابة ١ : ٣٣٠.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٢٥ ، والاستيعاب١ : ٣٧٣ ، والإصابة ١ : ٣٣٠.
(٤) ربيع الأبرار / الزمخشري ٤ : ٢٠٩.
(٥) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٦.