يفاضل بين الحرب والصلح ، أن يختار الصلح مع تلك الظروف والموازنة العسكريّة غير المتكافئة ، وإلاّ فإنّ معاوية سينال السلطة إمّا بانتصاره العسكري أو بقتل الإمام عليهالسلام من قبل عملائه المندسين في جيش الإمام عليهالسلام ، وستؤول السلطة إليه دون شروط أو قيود تقيّده أمام المسلمين. بينما أخذ الإمام عليهالسلام عهوداً ومواثيق مقرونة بأَيْمانٍ مغلّظة من قبل معاوية على أن يفي بها. فإن وفى بما تعهّد به ، فإنّ الأمر سيعود إلى الإمام من بعده ، وستكون لأتباع الإمام عليهالسلام مطلق الحرّيّة في أداء دورهم الإصلاحي والتغييري. وإنّ شرط عدم تسميته بأمير المؤمنين يسلب عنه شرعيّة الخلافة وإمرة المؤمنين ، ويبقى مجرّد حاكمٍ أو ملك في أنظار المسلمين.
وإذا لم يفِ معاوية بالشروط فإنّ الاُمّة ستنكشف لها حقيقة معاوية والحكم الأموي ، وأنّه مجرّد طالب سلطة منذ أوّل شعار أعلنه حين مطالبته بدم عثمان ، وبالتالي فإنّ الاُمّة ستشخص قادتها الحقيقيّين وهم أهل البيت عليهمالسلام وستعود إلى موالاتهم في الحاضر أو في المستقبل.
الصلح ومراعاة المصلحة الإسلامية :
إنّ موقف الإمام المعصوم عليهالسلام تحدّده عدّة عوامل ، راعاها الإمام الحسن عليهالسلام في صلحه ومن أهمّها :
١. شرعيّة الموقف والقرار : وهذا الأمر بديهي في السيرة التاريخية لحركة الإسلام وقادته الصالحين ، فالشريعة هي الحاكمة على الموقف وهي التي تحدّده في جميع الظروف والأحوال ، فقد صالح رسول الله صلىاللهعليهوآله قريشاً في الحديبيّة وهم كفّار ، وصالح اليهود والنصارى في أكثر من واقعة.
٢. الظروف : الظروف بنوعيها :
الايجابي والسلبي هي التي تحدّد الموقف وتكون حاكمة عليه ، وهذا واضح من خلال سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسيرة أمير المؤمنين عليهالسلام
، فرسول الله صلىاللهعليهوآله
لم يجاهد قريشاً في المرحلة المكّيّة لأنّ الظروف