فخرج النبي صلىاللهعليهوآله وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو ، فلمّا فرغت من حاجتي ، قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه ، فقال : هذان إبناي وإبنا إبنتي اللهمّ إنّي أحبُّهما فأحبَّهُما واحبب من يحبُّهما » (١).
وعن سلمان رضياللهعنه قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسن والحسين : من أحبّهما أحببته ، ومن أحببته أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله جنّات النعيم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنّم وله عذاب مقيم » (٢).
وعن الإمام علي عليهالسلام قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أخذ الحسن والحسين ، فقال : من أحبّ هذين ، وأباهما وأمّهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة » (٣). والدعوة لحبّ أهل البيت عليهمالسلام دعوة رسالية لتوجيه المسلمين إلى الارتباط بهم فكرياً وعاطفياً ومن ثمّ الاقتداء بهم والالتزام بأوامرهم وتوجيهاتهم لتكون مفاهيمهم وقيمهم هي الحاكمة على حركة الإنسان والمجتمع المسلم.
المناغاة والتربية البدنية : تُعدُّ المناغاة في مراحل الإنسان الأولى من الممارسات الضرورية له ولهذا نرى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد مارسها مع حفيده الحسن عليهالسلام فقد روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يرقّص الحسن والحسين عليهماالسلام ويقول : حزقّة حزقّة ترقّ عين بقّة. وفي رواية أنّه أخذ يديه جميعاً بكتفي الحسن والحسين وقَدَماهما على قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقول : ترقّ عين بقّة (٤). وكانت فاطمة عليهاالسلام ترقص ابنها حسنا وتقول :
« أشبه أباك يا حسن |
|
واخلع عن الحقّ الرسن |
__________________
(١) سنن الترمذي : حديث ٣٧٩٤ ، باب مناقب الإمام الحسن عليهالسلام.
(٢) المعجم الكبير ٣ : ٥٠ / ٢٦٥٥.
(٣) سير أعلام النبلاء / الذهبي ٣ : ٢٥٤.
(٤) الحزقة : القصير الصغير الخُطا ، وعين بقّة : أصغر الأعين.