حتى يعافيك الله ثم نسألك ، ثم دخل ثم خرج إلينا ، فقال : سلني قبل أن لا تسألني ، فقال : بل يعافيك الله ثم أسألك ، قال : لقد ألقيت طائفة من كبدي وأنّي سقيت السمّ مراراً فلم أسق مثل هذه المرة ، ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه » (١).
١٢ ـ الموعظة والنصيحة :
وفي هذا أحاديث كثيرة منها : دخل جنادة بن أبي أمية على الإمام الحسن عليهالسلام في مرضه الذي تُوفي فيه ، فقال : « عظني يابن رسول الله ، قال : نعم استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه ، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلاّ كنت فيه خازنا لغيرك ، واعلم أنّ الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب ، فانزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيها ، وإن كان حراماً لم يكن في وزر فأخذت منه كما أخذت من الميتة ، وإن كان العتاب فالعتاب يسير ، واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، وإذا أردت عزّاً بلا عشيرة وهيبة بلاسلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عزّوجلّ ، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك وإذا خدمته صانك وإذا أردت معونة أعانك وإن قلت صدق قولك وإن صلت شدّ صولك وإن مددت يدك بفضل مدها وإن بدت منك ثلمة سدها وإن رأى منك حسنة عدها وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه ابتداك وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك من لا تأتيك منه البوائق ولا تختلق عليك منه الطرائق ولا يخذلك عند الحقائق وإن تنازعتما منقسماً آثرك » (٢).
١٣ ـ بيان حقيقة معاوية وخبثه : عن الأسود بن قيس العبدي قال : « لقي الحسن بن علي يوماً حبيب بن مسلمة ، فقال له : يا حبيب ربّ مسير لك في غير
__________________
(١) حلية الأولياء ٢ : ٣٨.
(٢) أعيان الشيعة / حسن الأمين ١ : ٥٧٧.