الحسن والحسين عليهماالسلام ـ على الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله صلىاللهعليهوآله » (١). ويدلّ هذا القول على أنّ الإمام الحسن عليهالسلام كان يتسابق إلى قتال أهل البغي والعدوان.
الإمام الحسن عليهالسلام والتحكيم :
لما انصرف الناس إلى الكوفة وعلموا بنتائج التحكيم الذي انتهت إليه معركة صفين بين الحكمين عبد الله بن قيس المعروف بأبي موسى الأشعري ، وعمرو بن العاص. خاضوا في أمر الحكمين فقال بعض الناس : ما يمنع أمير المؤمنين عليهالسلام من أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم ؟ فقال للحسن : قم يا حسن فقل في هذين الرجلين عبدالله بن قيس وعمرو بن العاص ، فقام الحسن عليهالسلام فقال : « أيّها الناس ، إنّكم قد أكثرتم في أمر عبدالله بن قيس ، وعمرو بن العاص فإنّما بعثا ليحكما بكتاب الله فحكما بالهوى على الكتاب ، ومن كان هكذا لم يسم حكماً ولكنه محكوم عليه ، وقد أخطأ عبدالله بن قيس في أن أوصى إلى عبد الله ابن عمر فأخطأ في ذلك ... وإنّما الحكومة فرض من الله وقد حكم رسول الله صلىاللهعليهوآله سعدا في بني قريظة فحكم فيهم بحكم الله لا شك فيه ، فنفذ رسول الله حكمه ، ولو خالف ذلك لم يجزه » (٢). فقد بيّن الإمام الحسن عليهالسلام حقيقة التحكيم ، إذ ليس كل حكم يُعمل به ، وإنّما يُعمل بالحكم المطابق للثوابت الشرعية ، لأنّ الحكمين يقتربان من هذه الثوابت تارة ويبتعدان أخرى ، فإذا حكما بحكم الله فحكمهما مشروع وإلاّ فلا يؤخذ به ، وأراد في خطبته أن يبيّن بأنّ الثوابت الشرعية حاكمة على الأشخاص والشخصيات مهما كان موقعهم الديني والسياسي.
وصية أمير المؤمنين للإمام الحسن عليهماالسلام عند انصرافه من صفين :
كتب أمير المؤمنين عليهالسلام وصية للإمام الحسن عليهالسلام في منطقة حاضرين عند انصرافه من صفين ، وفيما يلي نختار بعض نصوصها :
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١١ : ٢٥.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٢٣.