« كان الحسن بن علي عليهماالسلام عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك » (١). وكان عليهالسلام مهاباً من قبل الكثير من الحكّام والولاة وعموم الناس ، حتى أنّ معاوية الطاغية كان يهابه ، ولهذا كبّر عند موته ، وقال : « والله ما كبّرت شماتة لموته ، ولكن استراح قلبي وصفت لي الخلافة » (٢). وقال ابن عباس : « أوّل ذلّ دخل على العرب موت الحسن عليهالسلام » (٣).
٧ ـ الشجاعة : إنّ هداية الناس واصلاحهم بحاجة إلى الشجاعة والاقدام ، لأنّها تصطدم بشهوات البعض وبالضعف النفسي لهم ، وتصطدم بالجاهلين الذين يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ، وبالمنحرفين الذين يبغضون الهداية والسمو ، وبالأعداء والمتآمرين ؛ ومعالجة كل هذا بحاجة إلى التسلّح بالشجاعة ، دون خوف أو وجل أو تردد أو تراجع. والإمام الحسن عليهالسلام كإمام وخليفة كان يتصف بأعلى درجات الشجاعة ، وكان لايتردد في قول الحقّ وفي فعل الحقّ ولا تأخذه في الحقّ لومة لائم.
روي أنّ الطليق معاوية سأل الحسن عليهالسلام بعد الصلح أن يخطب الناس فامتنع ، فناشده أن يفعل ، فوضع له كرسيّ ، فجلس عليه ، ثم قال : « ... وأيم الله لا ترى أمة محمد خفضاً ما كانت سادتهم وقادتهم في بني أمية ، ولقد وجّه الله إليكم فتنة لن تصدروا عنها حتى تهلكوا ؛ لطاعتكم طواغيتكم ، وانضوائكم إلى شياطينكم ، فعند الله أحتسب ما مضى وما ينتظر من سوء دعتكم ، وحيف حكمكم ... » (٤).
وفي ردّ له على معاوية قال : « هيهات !! لشر ما علوت به يا ابن آكلة الأكباد ، المجتمعون عليك رجلان ، بين مطيع ومكره ، فالطائع لك عاص لله ، والمكره معذور بكتاب الله ، وحاشا لله أن أقول أنا خير منك لأنّك لا خير فيك ، فإنّ الله قد برأني من
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٣.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ٧ : ٢٣.
(٣) شرح نهج البلاغة ١٦ : ١٠.
(٤) شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢٨.