فجمع مروان الهاشميين والأمويين وخطب من الإمام عليهالسلام ، فأجابه الإمام عليهالسلام : « أمّا ما ذكرت من حكم أبيها في الصداق ، فإنّا لم نكن لنرغب عن سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله في أهله وبناته ، وأمّا قضاء دين أبيها ، فمتى قضت نساؤنا ديون آبائهنّ ؟ وأمّا صلح الحيين ، فانّا عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا » (١). فقد رفض الإمام عليهالسلام توثيق العلاقة مع الأمويين ، وبين أنّ حقيقة الصراع هو الصراع بين منهجين ومسيرتين ؛ صراع بين الحقّ والباطل وبين الكفر والإيمان ، وبين الاستقامة والانحراف ، وبين الفضيلة والرذيلة ، وبين العدل والظلم ، وهو صراع في جميع مقومات الشخصية الانسانية ؛ صراع الفكر والعاطفة والسلوك ، فلا دور للقيم المادية في ازالة هذا الصراع واعادة الأمور إلى التوافق ؛ لأنّه ليس صراعاً على مال أو منصب أو شيء من حطام الدنيا ، بل هو صراع بين منهجين متناقضين في قربهما وبعدهما عن القرآن الكريم والسنة النبوية.
فضح النظام الأموي :
كانت لقاءات الإمام الحسن عليهالسلام مع رؤوس النظام الأموي على هيئة مناظرات ، استطاع الإمام عليهالسلام من خلالها فضح رأس النظام الأموي معاوية وأتباعه وتبيان فضائل ومقامات الإمام علي عليهالسلام ، ففي أول مناظرة بينهما افتخر معاوية عليه فأجابه عليهالسلام : « هيهات لشرّ ما علوت يابن آكلة الأكباد ؛ المجتمعون عليك رجلان : بين مطيع ومكره ، فالطائع لك عاص لله ، والمكره معذور بكتاب الله ، وحاشا لله أن أقول أنا خير منك ، لأنّك لا خير فيك ، فإنّ الله قد برأني من الرذائل كما برّأك من الفضائل » (٢). وفي مناظرة أخرى قال عليهالسلام : « أما بعد يا معاوية ، فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني ، فحشاً ألفته وسوء رأي عرضت به ، وخلقاً سيئاً ثبتَ عليه ، وبغياً علينا ؛ عداوة منك لمحمد وأهله ، ولكن اسمع يا معاوية ، واسمعوا فلأقولنّ
__________________
(١) مقتل الحسين عليهالسلام / الخوارزمي ١ : ١٢٤.
(٢) حياة الإمام الحسن عليهالسلام / باقر شريف القرشي ٢ : ٣٠٦.