يتقدّمه مطل ولا يتبعه منّ ، والاعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد ». وقال عليهالسلام : « المزاح يأكل هيبة ، وقد أكثر من الهيبة الصّامت » (١).
١٠ ـ التشيّع مسؤولية : قال له رجل : أنا من شيعتكم ، فقال عليهالسلام : « يا عبدالله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت ، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها ، لا تقل لنا : أنا من شيعتكم ، ولكن قل : أنا من مواليكم ومحبيكم ، ومعادي أعدائكم ، وأنت في خير وإلى خير » (٢). وكان عليهالسلام يصحح الأفكار والمفاهيم الصادرة من بعض الصحابة ليبيّن الرأي الأكثر صواباً والأكثر انسجاماً مع ثوابت الايمان والاعتقاد. قيل له عليهالسلام : إنّ أباذر كان يقول : « الفقر أحبّ إليّ من الغنى ، والسقم أحبّ إليّ من الصحة ». فقال عليهالسلام : « رحم الله أباذر ، أمّا أنا فأقول : من إتكل على حسن اختيار الله لم يتمنّ أنّه في غير الحالة التي اختارها الله له » (٣).
١١ ـ الرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : وفي هذا الصدد رويت عنه عليهالسلام أحاديث في أبواب مختلفة ؛ في الفضائل ، وفي الأخلاق ، وفي الفقه ، كما هو مدوّن في كتب الحديث ودعا عليهالسلام بنيه وبني أخيه ، فقال : « يا بنيّ وبني أخي ، إنّكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته » (٤). ولم يتوقف عن إعداد المصلحين والمبلّغين والدعاة إلى الإسلام وإلى منهج أهل البيت عليهمالسلام حتى في أحرج الظروف الصحية ، فقد كان يحث الآخرين على سؤاله والاستفسار منه وهو في فراش الموت وفي أيامه الأخيرة عند ما سقي السقم. عن عمير بن إسحاق قال : « دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده ، فقال : يا فلان سلني ، قال : لا والله لا نسألك
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٥ : ١١٣.
(٢) بحار الأنوار ٦٥ : ١٥٦.
(٣) البداية والنهاية ٨ : ٣٩.
(٤) ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى : ٦٤ / ٩٨.