الشافعي : « كان الله عزّ وجل قد رزقه ـ يعني الإمام الحسن عليهالسلام ـ الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعانيه ومنحه الفطرة الصائبة لاصلاح قواعد الدين ومبانيه وخصّه بالجبلة التي درت لها أخلاق مادتها بصور العلم ومعانيه » (١). وقال الحافظ إسماعيل بن كثير : « أحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم » (٢). وكتب إليه الحسن البصري : « أما بعد فانكم معشر بني هاشم الفلك الجارية واللجج الغامرة والأعلام الشاهرة ، أو كسفينة نوح عليهالسلام التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون » (٣). وقد تتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من الفقهاء والعلماء ورواة الحديث. وروى عن الإمام الحسن المئات من الصحابة والتابعين وأشرفهم : أخوه الإمام الحسين ، وابن أخيه الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام ، وجابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عباس ، وعائشة ، وابنه الحسن بن الحسن ، والمسيب بن نجبة ، وسويد بن غفلة ، والعلاء بن عبد الرحمن ، والشعبي ، وهبيرة بن بريم ، والأصبغ بن نباتة ، وجابر بن خالد ، وعيسىٰ بن مأمون ، وعمير ابن سعيد النخعي ، وإسحاق بن يسار ، وعبد الرحمن بن أبي عوف ، وسفيان بن الليل ، وعمرو بن قيس ، ومعاوية بن حديج ، وإسحاق بن بشار ، ومحمد بن سيرين ، وعكرمة ، وجبير بن نفير وغيرهم (٤).
٣ ـ الارتباط باللّه تعالى : كان الإمام الحسن عليهالسلام دائم الارتباط بالله تعالى ، ودائم التوجه إليه ، وكان مرتبطاً به في عقله ومشاعره وإرادته ، وصار هذا الارتباط حقيقة ايجابية متحركة استقرت في أغوار النفس والضمير وتحولت إلى واقع في صورة أعمال وممارسات وحركات دائمة صادرة عن وعي ومتجهة إلى
__________________
(١) مطالب السؤول / محمد بن طلحة الشافعي ٢ : ٦.
(٢) البداية والنهاية ٨ : ١٦.
(٣) تحف العقول : ١٦٦.
(٤) يُنظر : رجال الشيخ الطوسي : ٩٣ ومابعدها ، أصحاب الإمام الحسن السبط عليهالسلام.
تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ١٦٣ ، وأسد الغابة ١ : ٤٨٨ ، والإصابة ٢ : ١١.