وكان الحسن بن علي حاضرا فأصابه سهم ، فخضّبه بالدم. جدير بالذكر ان روايات دفاع الإمام علي عليهالسلام عن عثمان في تلك الأزمة وانفاذه الحسن والحسين عليهماالسلام إلى دار عثمان لنصرته لا تعني أبداً الدفاع عن مواقف عثمان وسياساته التي ألّبت الناس عليه من كل حدب وصوب ، بل تعني المنع من انتهاك حريمه وتعمّد قتله ، ومنع حرمه ونسائه من الطعام والشراب ، ولم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع ، وكيف وهو عليهالسلام مصرّح بأنّه يستحقّ بأحداثه الخلع (١).
الفصل الثالث
الإمام الحسن عليهالسلام في عهد أمير المؤمنين عليهالسلام
بعد مقتل عثمان بن عفان بايع طلحة والزبير والمهاجرون والأنصار الإمام عليّاً عليهالسلام ، فقد قال له طلحة والزبير : « نبايعك يا أمير المؤمنين على أنّ علينا بيعة المهاجرين » ، ثمّ قام أبو الهيثم بن التيّهان وعقبة بن عمرو وأبو أيوب ، فقالوا : « نبايعك على أنّ علينا بيعة الأنصار وسائر قريش » (٢). وفي بداية عهده وقبل تثبيت أركان الخلافة بدأت المؤامرات تحاك على هذه الدولة المباركة فكانت معركة الجمل ثمّ صفّين ثمّ النهروان.
الإمام الحسن عليهالسلام في معركة الجمل :
كان الزبير لا يشكّ في ولاية العراق ، وطلحة في اليمن ، فلمّا استبان لهما أنّ علياً غير مولّيهما شيئاً أظهرا الشكاة ، ثمّ أتيا إلى الإمام عليهالسلام فقالا : « يا أمير المؤمنين ائذن لنا في العمرة ، فإن تقم إلى انقضائها رجعنا إليك وإن تسر
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ : ٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٧٨.