لسلطته ، قادها عدد جم من الصحابة المهاجرين والأنصار ، وقد حاول الإمام علي عليهالسلام تهدئة الأمور ما استطاع إلى ذلك سبيلاً فاتخذ عليهالسلام موقف الوساطة بين عثمان ومعارضيه لكي لا تتأزّم الأوضاع وتنتهي إلى قتله ولكن حصل العكس حيث كان عثمان أُلعوبة بيد مروان كلما أبرم اتفاقاً مع الإمام علي عليهالسلام بشأن إرجاع الأمور إلى مجاريها نقضه مروان ، حتى انتهى الأمر إلى محاصرة الصحابة لعثمان من كل جانب بعد نقض ما تعهد به ، وحين علم الإمام علي عليهالسلام بذلك خرج ومعه الحسن والحسين عليهماالسلام ففرّقوا المعارضين ثمّ دخلوا على عثمان فأعفاهم من الدفاع عنه فخرج الإمام عليهالسلام وهو يقول : « اللهمّ إنّك تعلم أنّا قد بذلنا المجهود » (١). وفي رواية أرسل الإمام عليهالسلام الحسن والحسين عليهماالسلام للدفاع عنه ، فمنعوا المعارضين من الدخول إلى منزله ، وقد أصابت الحسن عليهالسلام عدّة جراحات في الدفاع عن عثمان (٢). وفي رواية : دعا علي بابنه الحسن ، فقال : « انطلق يا بني إلى عثمان فقل له : يقول لك أبي : أفتحبّ أن أنصرك » فأقبل الحسن إلى عثمان برسالة أبيه ، فقال عثمان : « لا ما أريد ذلك.. ». فسكت الحسن عليهالسلام وانصرف إلى أبيه فأخبره بذلك (٣). وفي رواية : والتفت عثمان إلى الحسن بن علي ، وهو جالس عنده ، فقال : « سألتك بالله يا ابن الأخ إلاّ ما خرجت فإنّي أعلم ما في قلب أبيك من الشفقة عليك » ، فخرج الحسن بن علي عليهماالسلام (٤). وروي أنّه بلغ عليّاً أنّ عثمان يراد قتله ، فقال : « إنّا أردنا مروان ، فأمّا قتل عثمان فلا » ، ثمّ قال للحسن والحسين : « إذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان ، ولا تدعا أحداً يصل إليه ». وبعد حوارات ومساجلات صاخبة بين أتباع عثمان والمعارضين رميت السهام من كلّ جانب ،
__________________
(١) تاريخ الخميس / الدياربكري ٢ : ٢٦٣.
(٢) البداية والنهاية ٧ : ١٨١.
(٣) الفتوح / ابن أعثم ١ : ٤٢١.
(٤) الفتوح ١ : ٤٢٣.