جهما يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « إنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة » (١). وقد كذب الزبرقان في علة انصرافه لأنه لوكان صادقاً لمال إلى الحسن عليهالسلام ، لا أن يرجع إلى الوغد الباغي معاوية ، الأمر الذي يشير إلى جبنه وخوفه من سيف شبل أمير المؤمنين عليهماالسلام.
الإمام الحسن عليهالسلام ومقتل عمّار بن ياسر :
حينما استشهد عمار بن ياسر وقف الإمام الحسن عليهالسلام واجما مستعبراً عند مصرعه ، وأخذ السبط يتلو على المسلمين ما سمعه من جدّه النبي صلىاللهعليهوآله في فضله والإشادة بعظيم مكانته في الإسلام ، فقال عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لأصحابه : « ابنوا لي عريشاً كعريش موسى ، وجعل يتناول اللبن من قومه ، وهو يقول : اللهمّ لا خير إلاّ خير الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة. وجعل يتناول اللبن من عمار وهو يقول : « ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ». وقال عليهالسلام : « إنّ جدّي قال : إن الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة عليّ وعمّار وسلمان » (٢). والإمام الحسن عليهالسلام يذكر هذين الحديثين أراد تبيان حقيقة المعركة القائمة بين جيش الإمام علي عليهالسلام وجيش معاوية ، فقد وجّه أنظار ومسامع الجيشين إلى معرفة الحقّ من الباطل ، فقد أثبت أحقيّة الإمام علي عليهالسلام ؛ لأنّ أهل الشام كانوا قد سمعوا من عمرو بن العاص يقول : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعمّار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية » (٣). فقد ذكرهم الإمام الحسن عليهالسلام بالحديث الشريف وألقى الحجّة عليهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الحرص على سلامة الإمام الحسن عليهالسلام :
في بعض أيّام صفّين رأى الإمام علي عليهالسلام ابنه الحسن عليهالسلام يتسرّع إلى الحرب ، فقال : « املكوا عنّي هذا الغلام لا يهدّني ؛ فإنّي أنفس بهذين ـ يعني
__________________
(١) المعيار والموازنة / الإسكافي : ١٥٠ ـ ١٥١.
(٢) حياة الإمام الحسن بن علي عليهماالسلام ٢ : ٥٠٦.
(٣) الكامل في التاريخ ٣ : ٣١١.