معاوية في دسائسه وخبثه وكذبه وكيده وحيلته ودهائه ، فقد بعث لكل من عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجار بن أبجر عيناً من عيونه يمني كل واحد منهم بقيادة جند من جنوده ، أو بتزويج إحدى بناته ، أو بمائة ألف درهم أن قتلوا الحسن ، وقد بلغه عليهالسلام ذلك فاستلأم ولبس درعاً ، فكان لا يتقدم للصلاة إلاّ وعليه وقاية (١).
توالي الخيانات في جيش الإمام عليهالسلام :
بعث الإمام عليهالسلام قائدا من كندة في أربعة آلاف ، فلما نزل الانبار أغراه معاوية فالتحق به مع مائتي رجل من خواصه ، ثم التحق بمعاوية قائد من مراد في أربعة آلاف (٢). وكتب جماعة إلى معاوية بالسمع والطاعة له ، وضمنوا له تسليم الحسن عليهالسلام إليه عند دنّوهم من عسكره أو الفتك به (٣) ، وأخبر الإمام عليهالسلام المحيطين به قائلاً : « إنّ أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية فبايعوه ، فحسبي منكم لاتغروني في ديني ونفسي » (٤). وكان جيشه متعدد الولاءات « فبعضهم شيعة له ولأبيه ، وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة ، وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم ، وبعضهم شكاك ، وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لايرجعون إلى دين » (٥). فلا غرابة من توالي الخيانات وعدم الثبات حتى النهاية.
توالي الاشاعات والحرب النفسية :
كان معاوية الخبيث يدسّ الجواسيس في جيش الإمام عليهالسلام لبث الاشاعات ، ومنها : أن قيس بن سعد قد صالح معاوية ، ودسّ إلى عسكر قيس من يتحدث أنّ الحسن قد صالح معاوية وأجابه. ووجّه معاوية إلى الإمام عليهالسلام
__________________
(١) علل الشرائع / الشيخ الصدوق : ٢٢١.
(٢) بحار الأنوار ٤٤ : ٤٣ / ٤.
(٣) الارشاد / الشيخ المفيد : ١٩٠.
(٤) أنساب الأشراف / البلاذري ٣ : ٣٩.
(٥) الارشاد : ١٨٩.