المؤمنين عليهالسلام ، ثم إلى الحسن ، ثم إلى الحسين » (١). فالوصية هنا عهد الهي قام به رسول الله صلىاللهعليهوآله حينما أوصى بالإمامة إلى أمير المؤمنين ، والظاهر أنّ هذه الوصية كانت مكتوبة وهذا يظهر من كلام الأصبغ بن نباتة حين قال : « وكتب له بالوصية عهدا منشوراً نقله جمهور العلماء » (٢). ووصية أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الإمام الحسن عليهالسلام كانت بأمر الله عزّوجلّ ، ورسوله صلىاللهعليهوآله : عن الإمام محمد الباقر عليهالسلام قال : « أوصى أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الحسن وأشهد على وصيته الحسين عليهالسلام ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثم دفع إليه الكتاب والسلاح ، ثم قال لابنه الحسن : يا بنيّ أمرني رسول الله أن أوصي إليك وأدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إليّ رسول الله ودفع إلي كتبه وسلاحه وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه الى أخيك الحسين.. » (٣).
الفصل الرابع
من خصائص الإمام الحسن عليهالسلام القيادية
القائد أو الإمام أو الخليفة الذي يخلف رسول الله صلىاللهعليهوآله ينبغي أن يكون متصفاً بأمثل الصفات وأفضلها. ويفهم من آراء العلماء والباحثين في علم السياسة والاجتماع أنّهم يقدّمون الأفضل. قال ( ج. كورتوا ) : « على الرئيس أن يكون أكثر يقظة من الآخرين ، وأكثر ذكاءً ، وأكثر دقة ، وأسرع في اتخاذ القرار ، وأشجع في الأخطار ، وأكثر صراحة ، وأكثر ثباتاً في العمل ، وأكثر دماثة وغنىً بالعواطف النبيلة » (٤). ويرى الدكتور عبد العزيز القوصي أن يكون القائد شديد
__________________
(١) إثبات الهداة ٢ : ٥٤٤.
(٢) إثبات الهداة ٢ : ٥٥٣.
(٣) الكافي ١ : ٢٩٨ / ٥ ، باب الاشارة والنص على الحسن بن علي عليهماالسلام.
(٤) لمحات في فن القيادة / ج. كورتوا : ٢٣.