المقدِّمة
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين ، وبعد :
جاءت الرسالة الإسلامية الخاتمة للرسالات السماوية من أجل إقرار المنهج الإلهي في الواقع الإنساني ، وتحقيق مفاهيمه وقيمه في صور عملية واقعية تترجم فيها الأفكار والنصوص إلى مشاعر وأوضاع وممارسات وارتباطات في واقع الحياة الإنسانية.
وقد جسّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك في أقواله وأفعاله وسيرته ، فجعل المفاهيم والقيم حقيقةً واضحة ليقتدي بها المسلمون والناس جميعاً ويتوجّهوا في مسيرتهم نحو التكامل والسموّ والارتقاء ، وترك فيهم أئمة وقادةٍ من أهل بيته عليهمالسلام ليكونوا قدوة للأجيال في جميع مراحل الحركة الإنسانية.
وكان الإمام الحسن عليهالسلام عنوانا مضيئاً في
حياة الإنسانية ، ومعلماً شامخاً في حركة التاريخ والمسيرة الإنسانية ، نطق بتطهيره الوحي ، ونطق بفضائله ومقاماته النبي ، ولهج بذكره المسلمون من جميع المذاهب ، وهو علم الهدى وقدوة المتّقين ، عرف بالعلم والحكمة والإخلاص والوفاء والصدق والحلم وسائر صفات الكمال في الشخصية الإسلامية. استقبله رسول الله صلىاللهعليهوآله
منذ اللحظات الأولى من ولادته فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، وسمّاه بهذا الإسم ، وهو اسم لم يكن معروفاً في الجاهلية ، وعقّ عنه