الرذائل كما برأك من الفضائل » (١). وفي مجلس لمعاوية طعن عمرو بن العاص بالإمام الحسن عليهالسلام ، فخاطب الإمام عليهالسلام معاوية قائلاً : « يا معاوية لا يزال عندك عبد راتعاً في لحوم الناس ، أما والله لو شئت ليكونن بيننا ما تتفاقم فيه الأمور ، وتحرّج منه الصدور ». ثم أنشأ يقول :
أتأمر يا معاوي عبد سهم |
|
بشتمي والملا منّا شهود |
فهل لك من أب كأبي تسامى |
|
به من قد تسامى أو تكيد |
ولا جد كجدي يا ابن حرب |
|
رسول الله إن ذكر الجدود |
ولا أم كأمي من قريش |
|
إذا ما حصل الحسب التليد |
فما مثلي تهكم يا ابن حرب |
|
ولا مثلي ينهنهه الوعيد |
فمهلاً لا تهج منا أموراً |
|
يشيب لهولها الطفل الوليد (٢) |
أمّا الشجاعة في ميدان القتال فقد شهدت له معارك الجمل وصفين ، ففي معركة الجمل قال الإمام علي عليهالسلام لمحمد : « أي بنيّ خذ الراية ، فابتدر الحسن والحسين ليأخذاها ، فأخرهما عنها » (٣). وفي معركة صفين صرّح الإمام علي عليهالسلام بذلك فقال : « ولقد هممت بالاقدام على القوم فنظرت إلى هذين قد ابتدراني ـ يعني الحسن والحسين ـ ونظرت إلى هذين قد استقدماني ـ يعني عبد الله بن جعفر ومحمد بن علي ـ فعلمت أنّ هذين إن هلكا انقطع نسل محمد من هذه الأمة ، فكرهت ذلك ، وأشفقت على هذين أن يهلكا » (٤). وكان علي عليهالسلام قد جعل الإمام الحسن على قلب جيشه ، كما ورد في كتب التاريخ (٥).
__________________
(١) حياة الإمام الحسن ٢ : ٣٠٦.
(٢) حياة الإمام الحسن عليهالسلام ٢ : ٣٠٧.
(٣) الإمامة والسياسة ١ : ٧٥.
(٤) وقعة صفين : ٥٣٠.
(٥) الإمامة والسياسة ١ : ١٠٤.