رجع أخذ ما له من كرة النار ، فإذا وصل الهواء أخذ ما له من الهواء ؛ بناء منه على أنّ العروج إنّما هو للجسم النوراني الهورقليائي دون العناصر المعروفة ؛ أو أنّ جسده الشريف علّة لوجود جميع الأجسام فكان محيطا بجميعها ، فلا يكون منها جزء إلاّ وهو محيط به ، فكان صلىاللهعليهوآلهوسلم في عروجه محيطا بجميع الأجسام والأرواح والنفوس والعقول ؛ فإنّه أيضا للحقّ من الجاحدين.
وأنّ نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيّين ودينه باق إلى يوم الدين ، بمعنى أنّ الله تعالى بعث قبله الأنبياء والمرسلين وجعل نبيّنا خاتم النبيّين ؛ كما نطق به القرآن المبين (١) ، وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « خلق الله عزّ وجلّ مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ أنا أكرمهم على الله تعالى » (٢). وهو أيضا من أصول الدين ، ردّا على الجاحدين.
الخامس : أنّ نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل المخلوقين ، وله لهذا إذن شفاعة العاصين في يوم الدين. وهذا أيضا من أصول المذهب ظاهرا. خلافا لبعض القاصرين ، كما حكي عن بعض الأشاعرة وجمهور المعتزلة حيث قالوا بأفضليّة الملائكة للوجوه الركيكة (٣).
وحكي عن الوعيديّة من لزوم الوعيد وعدم العفو والشفاعة.
وبالجملة ، فنقول :
__________________
(١) الأحزاب (٣٣) : ٤٠.
(٢) « الخصال » ٢ : ٦٤١ ، ح ١٨ و ١٩.
(٣) انظر « تلخيص المحصّل » : ٣٧٤ ـ ٣٧٦.