[١٧] ومنها : قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً* وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (١) ؛ فإنّه روي أنّه لمّا نزلت الآية الأولى أخذ النبيّ بشعرة منه فقال : « يا عليّ ، من آذى بشعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فعليه لعنة الله » (٢) ، وورد مثل ذلك في حقّ فاطمة ، وأنّ الآية الثانية نزلت في شأن المؤمنين عند إيذاء جمع من المنافقين له. وهاتان الآيتان تدلاّن على كمال فضله وكون من اختار غيره مؤذيا له ملعونا.
ومنها : قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (٣) الآية ؛ لما روى الثعلبي أنّه نزلت في شأن أمير المؤمنين. كذا عن الصادق عليهالسلام (٤).
[١٨] ومنها : قوله تعالى : ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) (٥) ؛ لما روي عن الرسول أنّه قال بعد نزوله لعليّ عليهالسلام : « إنّي سألت الله أن يجعل أذنك واعية » (٦).
وروي أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : « يا عليّ ، أمرني الله أن لا أباعد منك وأعلّمك وتستمع وتتعلّم » (٧) فنزلت الآية.
وعن تفسير الثعلبيّ أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : « إنّي دعوت الله أن يجعل أذنك واعية » (٨) فنزلت الآية.
__________________
(١) الأحزاب (٣٣) : ٥٧ ـ ٥٨.
(٢) « مجمع البيان » ٨ : ١٨١ ، ذيل الآية ٥٧ من سورة الأحزاب (٣٣).
(٣) المائدة (٥) : ٥٤.
(٤) « مجمع البيان » ٣ : ٣٥٩.
(٥) الحاقّة (٦٩) : ١٢.
(٦) « تفسير الطبري » ٢٩ : ٣١.
(٧) « مجمع البيان » ١٠ : ١٠٧.
(٨) « مناقب آل أبي طالب » ٣ : ٩٥ ، الرقم ٩٩.