إبراهيم (١) ، ومن « كونه لا شرقيّة ولا غربيّة » أنّه لا يهود يتمكّنون في الشرق أو يصلّون إليه ، ولا نصرانيّون يتمكّنون في الغرب أو يصلّون إليه ، ومن قوله : « يكاد زيتها يضيء » علم بلغ منه إلى غيره ، ومن قوله « نور على نور » إمام بعد إمام يكون باقيا إلى قيام القيامة ويهدي الله به الناس ، فإنّه إذا كان الإمام من ذرّيّة عليّ عليهالسلام هاديا للناس ، يجب أن يكون خليفة ، ويلزم من ذلك كون عليّا عليهالسلام خليفة بلا فصل ؛ إذ لا قائل بكون ذرّيّة عليّ عليهالسلام إماما وعدم كونه عليهالسلام إماما أو كونه إماما وخليفة مع الفصل.
وأيضا فإنّه أكمل وأفضل فهو أقدم.
وعن الصادق عليهالسلام : أنّ المراد من « مثل نوره » قلب محمّد ، ومن « المصباح » نور علم النبوّة ، ومن « الزجاجة » قلب عليّ عليهالسلام ؛ لأنّه في غاية الصفاء كوكب درّيّ ، ومن « الشجرة المباركة » عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؛ فإنّه لا يهوديّ ولا نصرانيّ بالمعنى المذكور ، بل هو على ملّة إبراهيم حنيفا ، ومن قوله تعالى : ( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ) ظهور العلم من عالم من
آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أن يسأل ، ومن : « النور على النور » إمام بعد إمام (٢).
وعن طلحة بن زيد عن مولانا الصادق عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام في هذه الآية قال : « بدأ بنور نفسه تعالى ثمّ مثل نوره مثل هداه في قلب المؤمن » ( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) المشكاة جوف المؤمن ، والقنديل قلبه ، والمصباح النور الذي جعله الله في قلبه ( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال : الشجرة : المؤمن ( زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) قال : على سواء الجبل لا غربيّة أي لا شرق لها ولا شرقيّة أي لا غرب لها إذا طلعت الشمس طلعت عليها وإن غربت غربت عليها ( يَكادُ زَيْتُها )
__________________
(١) « الطرائف » : ١٣٥.
(٢) « معاني الأخبار » : ١٥ ؛ « التوحيد » : ١٥٧ ـ ١٥٨.