قطّ. وقد نقل عن صعصعة في جواب معاوية أنّه قال : إنّه كان فينا كأحدنا يأكل معنا ويشرب ويجيبنا إلى ما ندعو ، وكان في غاية التواضع ومع ذلك كنّا نهابه مهابة الأمير المربوط للسيّاف الواقف على رأسه. وورد فيه : « أنّه إذا علا قدّ وإذا وسط قطّ » ومحارباته التي نزل في بعضها « والعاديات ».
ومنها : قلع [ باب ] خيبر وغيره ممّا لا يمكن أن يصدر من غيره ، ولا ينكره مخالف وموافق.
ومنها : إخباره بالغيب ولو قبل تحقّقه ، كإخباره بأنّه يقتل في شهر رمضان ، وإخباره بقتل ذي الثدية ؛ لمّا لم يجده أصحابه بين القتلى فتفحّصوا فكان كذلك ، وإخباره بعدم عبور أهل النهروان ، لمّا أخبره أصحابه بالعبور مرّتين وكان كذلك ، وإخباره بملك بني العبّاس وأخذ الترك الملك منهم ، ونحو ذلك من المغيّبات.
ومنها : أنّه كان مستجاب الدعوة. روي أنّه دعا على زيد بن أرقم بالعمى فعمي.
ومنها : رجوع الشمس له مرّتين :
إحداهما : في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله حين تغشّاه الوحي وتوسّد فخذ أمير المؤمنين ، فلم يرفع رأسه حتّى غابت الشمس فصلّى عليّ عليهالسلام العصر بالإيماء ، فلمّا استيقظ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال له : « سل الله يردّ عليك ، لتصلّي العصر قائما » (١).
والأخرى : بعده صلىاللهعليهوآله حين أراد أن يعبر الفرات ببابل واشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابّهم. وصلّى بنفسه في طائفة من أصحابه العصر ، وفاتت كثيرا منهم ، فتكلّموا في ذلك ، فسأل الله ردّ الشمس فردّت. (٢)
ومنها : أنّه كان أسخى الناس كما يشهد عليه ما سبق من بيان شأن نزول سورة ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) (٣) ، وآية ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ... ) (٤).
__________________
(١) « مناقب آل أبي طالب » ٢ : ٣١٧.
(٢) « إرشاد القلوب » للديلمي ٢ : ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(٣) الإنسان (٧٦) : ١.
(٤) المائدة (٥) : ٥٥.